1- أمثلة عن الأخطاء المزعومة
لا يسمح لنا المجال بإعطاء قائمة مفصلة عمَّا يسمى بـ "الأخطاء" التي قد أشير إلى وجودها هنا وهناك في الكتاب المقدس، ومع ذلك فبحثنا يكون غير تام إذا لم نقدِّم بعض الأمثلة على الأقل:
يظهر لأول وهلة مثلاً بأنه يوجد تناقض بين سفر (الأعمال 9: 7) والفصل (22: 9) منه بخصوص اهتداء بولس. ففي النص الأول تقرأ أن الرجال الذين كانوا مسافرين معه سمعوا الصوت الذي كلمه، أما في الثاني فيقال أنهم لم يسمعوا الصوت. هذه الصعوبة يمكن تخطيها بهذه الطريقة: ففي اليونانية الكلمة المعربة بـ "صوت" تعني أيضاً "جلبة أو ضوضاء". فنستنتج إذاً أن الرجال الذين كانوا مع بولس سمعوا الجلبة ولكنهم لم يفهموا الكلام الموجَّه إليه.
وليس العهد ببعيد عندما كان النقاد الهدامون يستهزؤون ببيان لوقا بأن جزيرة قبرص كانت تُحكم من قبل "والي" (أعمال 13: 7)، وأن ليسانيوس كان رئيس ربع، معاصراً للحكام الهيرودوسيين. ومع ذلك نُسي هذا الاستهزاء بسرعة كبيرة عندما دعمت الاكتشافات الأثرية بيانات الكُتَّاب.
من وجهة شفاء غلام قائد المئة، فإذا كان قائد المئة نفسه قد ذهب إلى يسوع كما يقودنا البشير متى إلى الاعتقاد (متى 8: 5) أو إذا كان قد أرسل إليه شيوخاً من اليهود كما يقول البشير لوقا (لوقا 7: 3)، فإن صلب القصة يبقى كما هو لا يتغير. ففي لغتنا اليومية ننسب إلى الشخص الشيء الذي يقوم به وكلاؤه أو خدامه بحسب أوامره.