"ولكن إن بشرناكم نحن أو ملاك من السماء بغير ما بشرناكم فليكن أناثيماً" (غلاطية 1: 8) (أناثيماً = ملعوناً).
كانت وصايا وتعليمات الرسل من الله وكانت تعطى بسلطة ملزمة: "... ما أكتبه إليكم هو وصايا الرب" (الرسالة الأولى إلى كورنثوس 14: 37) راجع أيضاً (الرسالة الثانية إلى تسالونيكي 3: 6و12). وعندما كتب الرسول بولس إلى أهل كورنثوس ميز بين الوصايا التي كان الرب قد أعطاها والوصايا التي صدرت عنه، ولكنه وضعها على مستو واحد: (الرسالة الأولى إلى كورنثوس 7: 10و12و40). وكذلك صرح بأن ما بشرنا به كان بالحقيقة "كلمة الله" (الرسالة الأولى إلى تسالونيكي 2: 13). ويمكننا أن نلاحظ أيضاً طريقته السهلة في مزج سفر التثنية بالإنجيل حسب لوقا تحت العنوان المشترك "الكتاب" كأن ذلك هو شيء طبيعي في (الرسالة الأولى إلى تيموثاوس 5: 18):
"لأن الكتاب يقول: لا تكم ثوراً دارساً، والفاعل مستحق أجرته" انظر (تثنية 25: 4) و(لوقا 10: 7).
وفي (الرسالة الثانية إلى تيموثاوس 3: 16) نقرأ ما يلي:
"كل الكتاب هو موحى به من الله ونافع للتعليم والتوبيخ للتقويم والتأديب الذي في البر".
إن الكلمة اليونانية المعربة بـ "موحى" هي "من روح الله" (ثيوينوستوس) أو "كونت من قبل روح الله الخالق" أو "معطاة من قبل الله". لا يوجد أي تعبير آخر في اليونانية يعرض أمر المصدر الإلهي للكتاب المقدس بتأكيد أكثر.
في رسالتي الرسول بطرس نجد نفس التقدير العظيم لكل من أسفار العهد الجديد. فهو يقول مثلاً في (الرسالة الثانية 1: 21) "لأنهم لم تأت نبوة قط بمشيئة إنسان بل تكلم أناس الله القديسين مسوقين من الروح القدس" (الكلمة المعربة بـ /مسوقين/ تعني حرفياً محمولين).
وفي (الرسالة الأولى 1: 12) يقول: "الذين أعلن لهم (أي كشف للرسل) أنهم ليسوا لأنفسهم بل لنا كانوا يخدمون بهذه الأمور التي أخبرتم بها أنتم الآن بواسطة الذين بشروكم في الروح القدس المرسل من السماء التي تشتهي الملائكة أن تطلع عليها".
ويصرح أيضاً بأن كتابات بولس الرسول هي على نفس المستوى من الاهمية مع بقية الكتب المقدسة (الرسالة الثانية لبطرس الرسول 3: 15و16):