3- الوحي هو في اللغات الأصلية
أوحى الله بمحتويات الكتاب المقدس في لغاته الأصلية أي في العبرية والآرامية واليونانية، وحفظه لنا بدون تغيير وتحوير على مر العصور والأجيال. والناسخون أنجزوا نسخهم بدقة فائقة، كما قام المترجمون بعملهم بكل أمانة فعندما نقرأ الكتاب المقدس بالعربية مثلاً فإننا إنما نقرأ كلام الله كما أعطي للأنبياء والرسل. وكم وجب علينا شكر الله تعالى لأجل كون الكتاب المقدس قد وصلنا بهذا الشكل من النقاوة والطهارة الذي تبنته الكنيسة عبر التاريخ.
هذا هو الموقف من سلطة الكتاب المقدس الذي سجل في العقائد الرسمية لعصر الإصلاح. فيما يلي نقتبس من بعضها بعض الفقرات: "نؤمن ونقر ونعلم بأن القانون الوحيد والمقياس الفريد الذي يجب أن تقاس به كل العقائد هو أسفار الأنبياء والرسل في العهد القديم والعهد الجديد".
"نؤمن ونعترف بأن الكتب القانونية للأنبياء والرسل القديسين لكلى العهدين هي كلمة الله الحقة، وإنها تملك سلطة كافية مستمدة من ذاتها وليس من أي إنسان، لأن الله نفسه كلم الآباء والأنبياء والرسل وهو لا يزال يكلمنا بواسطة الكتب المقدسة".
"إن الله قد شاء بأن يعلن ذاته بأنواع وطرق كثيرة وبأن يكشف عن إرادته للكنيسة، وبعدئذ ... أن يسلم هذه بأجمعها لتكتب".
"إن سلطة الكتاب المقدس الذي يجب أن نؤمن به وأن نطيعه، لا تتعلق بشهادة أي إنسان أو كنيسة بل تُستمد بمجملها من الله نفسه -الذي هو الحق بالذات- الذي هو المؤلف، ولذلك يجب أن يقبل لأنه كلام الله".
إن العهدين القديم والجديد "قد أُعطيا مباشرة بوحي من الله وقد حفظا نقيين في كل الأجيال بواسطة العناية الإلهية".
وفي الأزمنة الحديثة اتخذ هذا الموقف الإنجيلي الأساتذة المؤمنون في عدة معاهد لاهوتية شهيرة. هؤلاء قد تمسكوا بأن الكتاب المقدس لا يتضمن كلمة الله فحسب كما تشمل كومة من التبن على القليل من القمح، بل أن الكتاب هو كلمة الله في كل جزء من أجزائه.