سنحتاج إلى تعبيرين فيما يتعلق بهذه العقيدة، أولهما "الوحي الكلي أو التام" وثانيهما "الوحي اللفظي أو الكلامي" وهذان التعبيران هما في الحقيقة مترادفان فبالوحي الكلامي نعني أن التأثير الإلهي الذي أحاط بالكتبة القديسين امتد إلى الكلمات التي استعملوها، وليس فقط إلى الأفكار. وبالوحي الكلي أو التام نعني أن تأثير الروح القدس كان تاماً وكافياً وأنه امتد إلى كل أجزاء الكتاب المقدس جاعلاً إياه وحياً من الله ومتمتعاً بسلطة تامة. وهكذا بينما يأتي إلينا الوحي خلال عقول وإرادات الأنبياء فهو مع ذلك كلمة الله في أدق معنى. فالحقائق التي أراد الله أن يكشف عنها نقلت بدقة معصومة عن الخطأ والكتاب كانوا من الله بمعنى أن ما قالوه هم إنما قاله الله.