7- المميز السابع لشخص الفادي هو أن يكون قادراً على خلق طبيعة جديدة في البشر تجعلهم أهلا للاقتراب من محضر الله القدوس :
إن الفداء الحقيقي لا يتم إلا بخلق طبيعة جديدة في الخاطئ , ليستطيع بها الاقتراب إلى الله , لأنه عندئذ يكون في توافق تام مع إلهه !! ومن ذا الذي يستطيع أن يعطي للإنسان الذي يكره الله طبيعة جديدة تحب الله , وأن يكسو عريه الروحي , وأن يعيده إلى حضرة خالقه وقد اكتسى برداء جديد ؟
إن الله وحده هو القادر على خلقة الطبيعة الجديدة في الإنسان , ولأن الله كان في المسيح مصالحاً العالم لنفسه , لذلك فالمسيح يقدر أن يغير طبيعة الإنسان وهذا ما قاله بولس الرسول ((اذاً إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة الأشياء العتيقة قد مضت هوذا الكل قد صار جديداً)) 2 كو 17:5
ويقيناً أن المسيح قد غير طبيعة كل خاطئ آمن به , والتجأ إليه , فغير حياة السامرية النجسة وجعل منها امرأة قديسة , وغير حياة زكا الطماع محب المال , وجعله إنساناً جديداً يضحي بالمال في سبيل حبه لله , وغير حياة مريم المجدلية التي كان جسدها مسكناً للشياطين , فجعلها رسولة الرسل , وبشيرة البشرين !! ومازال يسوع المسيح يغير بقوة دم الصليب حياة الكثيرين , ويلبسهم رداء نقياً بهياً من نسيج بره الكامل , وفدائه العظيم
فهل رأينا الأسباب التي توضح لنا ضرورة أن يكون الفادي إنساناً والهاً في وقت واحد , إننا إذا وضعنا هذه الحقيقة في أذهاننا سهل علينا جداً أن نفسر الكلمات السبع التي نطق بها السيد المسيح وهو على الصليب
فهو بحق دمه المسفوك , وكرئيس الكهنة الأعظم يصلي لأجل صالبيه وقاتليه قائلا ((يا أبتاه اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون)) لو 34:23 , فيرينا أن الذين سفكوا دمه نالوا الغفران بذات الدم