الموضوع: شخصية المصلوب
عرض مشاركة واحدة
قديم 30 - 07 - 2015, 04:32 PM   رقم المشاركة : ( 6 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,348,975

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: شخصية المصلوب

6- المميز السادس لشخص الفادي هو أن يكون ذا قدرة فائقة حتى يستطيع احتمال عقاب خطايا البشرية كلها :


كان العقاب الذي حكم به الله على آدم أبي البشر يتركز في ((اللعنة)) ((ملعونة الأرض بسببك)) , والتعب ((بالتعب تأكل منها كل أيام حياتك)) , والشوك ((شوكا وحسكا تنبت لك)) والعرق والجهاد ((بعرق وجهك تأكل خبزاً)) وأخيراً الموت ((حتى تعود إلى الأرض التي أخذت منها لأنك من تراب والى تراب تعود)) تك 17:3 -19 , وكان لابد أن يكون الشخص الذي يقوم بعملية الفداء , قادراً على احتمال هذا العقاب , لا لأجل خطية آدم وحده بل لأجل خطايا البشرية كلها
فأين هو ذلك الشخص الذي يستطيع أن يحتمل عقاب خطية نفسه حتى يكون في مقدوره أن يحتمل عقاب خطايا البشرية !!
لقد أحس داود بثقل خطاياه فصرخ قائلا ((آثامي قد طمت فوق رأسي كحمل ثقيل أثقل مما احتمل)) مز 4:38 , وصرخ قايين وهو يشعر بعظم خطيته قائلا ((ذنبي أعظم من أن يحتمل)) تك 13:4 اذاً أين هو صاحب القدرة ليحتمل عقاب خطايا البشرية وأوزارها التي أنقضت ظهرها؟ يقيناً أن هذا الشخص هو المسيح الكريم الذي قال عنه كاتب الرسالة إلى العبرانيين أنه ((حامل كل الأشياء بكلمة قدرته)) , ومع هذا كله فقد رضى طائعاً أن يحمل في جسده عقاب خطايانا حتى وصفه أشعياء قائلا ((كان منظره كذا مفسداً أكثر من الرجل وصورته أكثر من بني آدم محتقر ومخذول من الناس رجل أوجاع ومختبر الحزن وكمستر عنه وجوهنا محتقر فلم نعتد به لكن أحزاننا حملها وأوجاعنا تحملها ونحن حسبناه مصاباً مضروباً من الله ومذلولا وهو مجروح لأجل معاصينا مسحوق لأجل آثامنا تأديب سلامنا عليه وبحبره شفينا كلنا كغنم ضللنا ملنا كل واحد إلى طريقه والرب وضع عليه إثم جميعنا ظلم أما هو فتذلل ولم يفتح فاه كشاة تساق إلى الذبح وكنعجة صامتة أمام جازيها فلم يفتح فاه)) اش 13:52و14 و 3:53-7 لقد احتمل رب المجد عقاب خطية آدم , بل عقاب خطايا الأجيال المتعاقبة منذ آدم إلى اليوم الأخير , ذلك لأن الله في وجوده المطلق , ومعرفته المطلقة , عنده الماضي والحاضر والمستقبل في لوح مفتوح ولا فرق عنده بين زمان وزمان , وبهذه المعرفة المطلقة وضع خطايا البشرية على المسيح بديل البشرية , ويالها من خطايا قذرة , سوداء , كريهة شنيعة , وضعت كلها في حزمة واحدة على ذلك الحمل البريء , حتى أنه صار ((خطية)) لأجلنا , وانصب على شخصه الكريم غضب الله العادل البار القدوس
ومن يتتبع قصة الصليب يلاحظ أن المسيح قد احتمل حكم الخطية بكل محتوياته , فاحتمل ((اللعنة)) لأنه مات على الصليب ومكتوب ((ملعون كل من علق على خشبة)) واحتمل ((التعب والعرق)) فنقرأ عنه وهو في بستان جثسيماني أنه ((إذ كان ف جهاد كان يصلي بأشد لجاجة وصار عرقه كقطرات دم نازلة على الأرض)) لو 44:22 , واحتمل وخز الشوك في جبينه الكريم إذ ((ضفر العسكر إكليلا من شوك ووضعوه على رأسه)) يو 2:19 , ثم شرب كأس الموت بعد أن أتم خلاص الإنسان إذ ((قال قد أكمل ونكس رأسه وأسلم الروح)) يو 30:19 احتمل كل هذا في جسده بقدرة فائقة , لأنه كان الإنسان الكامل , الذي جاء ليفدي الإنسان الساقط ويحمل عقاب خطايا البشر الآثمين
  رد مع اقتباس