الموضوع: شخصية المصلوب
عرض مشاركة واحدة
قديم 30 - 07 - 2015, 04:32 PM   رقم المشاركة : ( 5 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,347,837

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: شخصية المصلوب

وليس معنى ذلك أن الأعمال الصالحة لا قيمة لها في مكانها , لكن معناه أنها تعتبر اهانة لله سبحانه وتعالى إذا عملناها لنوال عفوه ورضاه , لأن عفوه لا يمكن الحصول عليه بها , إذ أن حكمه الواضح أن ((النفس التي تخطئ هي تموت)) ولا سبيل للنجاة من هذا الحكم إلا بالفداء الذي بيسوع المسيح لأنه التدبير الوحيد الذي به يكون الله ((باراً ويبرر من هو من الإيمان بيسوع)) رو 26:3 ومع هذا فان الأعمال الصالحة تعتبر تعبيراً جميلا عن إحساسنا بمحبة الله لنا , إذا صدرت عن قلب يعرف فضله عليه , ويشعر بحبه الغامر الذي ظهر على الصليب
ولقد أدرك داود أن كل عمل صالح ينبغي أن يقدم لله على اعتبار أنه تعبير عن الإحساس بمحبته وجوده , لأنه صاحب كل شيء في الوجود ((للرب الأرض وملؤها المسكونة وكل الساكنين فيها)) مز 1:24 فهو صاحب المال , والصحة , والحياة , ولذا فقد قال بعد أن قدم لإلهه مبلغاً ضخماً من المال لبناء هيكله ((ولكن من أنا ومن هو شعبي حتى نستطيع أن ننتدب هكذا لأن منك الجميع ومن يدك أعطيناك أيها الرب إلهنا كل هذه الثروة التي هيأناها لنبني بيتاً لاسم قدسك إنما هي من يدك ولك الكل)) 1 أخبار 14:29 و16 , وعلى هذا فإننا نستطيع القول بأن الأعمال الصالحة هي تعبير عن شكرنا لله , وإدراكنا لمحبته العظمى التي ظهرت في الصليب كما يقول بولس الرسول : ((لأنكم بالنعمة مخلصون بالإيمان وذلك ليس منكم هو عطية الله ليس من أعمال كيلا يفتخر أحد لأننا نحن عمله مخلوقين ف المسيح يسوع لأعمال صالحة قد سبق الله فأعدها لكي نسلك فيها)) أفسس 8:2 -10 واذاً ففي مقدورنا أن نقرر بأن أعمالنا , وصلاحنا , وذبائحنا , وعطايانا , كل هذه لا تستطيع أن تغطي الإساءة التي أحدثتها الخطية في قلب الله ! فمن ذا الذي يستطيع أن يدرك مدى هذه الإساءة حتى يقدر أن يوفي عقابها ؟ , يجيبنا بولس الرسول قائلا : ((هكذا أيضاً أمور الله لا يعرفها أحد إلا روح الله)) 1 كو 11:2 , أجل ! فحتى الملائكة وهم أقرب مخلوقات الله إليه لا يدركون حقيقة الإحساسات الموجودة في قلب الله عز وجل , وعلى هذا فلن نجد شخصاً يستطيع إدراك مقدار الإساءة التي أحدثتها الخطية في قلب الله الرقيق القدوس إلا الله ذاته , وقد قلنا انه من المميزات الضرورية لشخص الفادي شخصاً يتجسد الله فيه ليقدر أن يعوض التعويض اللازم عن ما يحس به الله بإزاء شناعة الخطية , وفي المسيح نرى الله متجسداً كما يقول بولس الرسول ((عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد)) 1 تي 16:3

وعلى هذا فقد جاء المسيح بادراك كلي لتأثيرات الخطية على قلب الله جل وعلا , ودفع الأجرة كاملة , فكان هو حمل الله الذي وضع عليه إثم جميعنا , والذي رفع خطية العالم , وفي سبيل ذلك , تحمل الحزن الشديد , وترك معلقاً على الصليب بين السماء والأرض تكتنفه قوات الظلام , وحجب الآب وجهه عنه , ليشرب كأس عقاب الخطية حتى الموت
  رد مع اقتباس