5- المميز الخامس لشخص الفادي هو أن يكون عارفا بمقدار الإساءة التي أحدثتها الخطية في قلب الله :
إن إحساس الإنسان بثقل الخطية على ضميره يدفعه إلى التساؤل كيف ينال الغفران ؟ فيضم صوته إلى صوت النبي ميخا حين قال ((بم أتقدم إلى الرب وأنحني للإله العلي ؟ هل أتقدم بمحرقات بعجول أبناء سنة , هل يسر الرب بألوف الكباش بربوات أنهار زيت ؟ هل أعطى بكرى عن معصيتي ثمرة جسدي عن خطية نفسي ؟)) ميخا 6:6 و7 وفي تساؤله هذا يشعر يقيناً أن خطاياه أثقل من أن تغفر بهذه الذبائح , والتقدمات , فيقول مع داود وهو يحس بوطأة خطاياه ((لأنك لا تسر بذبيحة وإلا فكنت أقدمها بمحرقة لا ترضى)) 16:51
وإذا كان هذا هو شعور الإنسان الساقط بإزاء الخطية , فأي إساءة عظمى أحدثتها الخطية في قلب الله القدوس؟
إن عدم إدراك الإنسان لمقدار الإساءة التي أحدثتها الخطية لله , يدفعه للاعتقاد بأن في مقدوره أن يخلص بأعماله الصالحة !! لكن الخطية خاطئة جداً , فهي اهانة بالغة في حق الله , وعصيان سافر لوصاياه , وتمرد عن تعمد وسبق إصرار لمشيئة العليا , وعدم اكتراث بإحساسات قلبه !! ويقيناً أن الأعمال الصالحة لا تستطيع أن تزيل الإساءة التي أحدثتها الخطية في قلب الله حتى إننا نقرأ الكلمات ((فحزن الرب أنه عمل الإنسان وتأسف في قلبه)) تك 6:6.
ومعرفة الله القدوس بحقيقة الخطية جعلته يحكم عليها حكماً صريحاً واضحاً ((النفس التي تخطئ هي تموت)) حز 4:18.
(فالخطية عقابها الموت في حكم عدالة الله)
فأي شيء في هذا الوجود يعادل الموت ؟ هل يمكن أن نعتبر بناء مستشفى أو التبرع لملجأ للأيتام , أو الصوم أسبوعاً أو شهراً أو سنة , أو دفع الزكاة , أو الصلاة , وسيلة لإلغاء حكم الموت الذي وضعه الله ضد الخطية ؟ يقيناً : لا , لأن هذه الأعمال الصالحة لا تساوي ((الموت)) في مقاييس العدالة الحقيقية !!