2- المميز الثاني لشخص الفادي هو أن يكون خاليا من الخطية :
لقد رأينا موكب البشرية رازحاً بجميع أفراده تحت وطأة الخطية , لكن الفادي يجب أن يكون شخصاً كاملا لم يرث الخطية , وليس لها وجود في حياته , وقطعاً لا يستطيع أحد من الأنبياء , أو القديسين , أو البشر العاديين أن يدعي هذا الدعاء , فداود وهو أحد الكتاب الملهمين يقرر هذه الحقيقة ((هاأنذا بالإثم صورت وبالخطية حبلت بي أمي)) مز 5:51 وبولس الرسول يكتب قائلا ((من أجل ذلك كأنما بإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم وبالخطية الموت وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس إذ أخطأ الجميع)) رو 12:5 ومن هذه الكلمات نرى حقيقة عمومية الخطية , وندرك أن كل بشر يولد وفي قلبه بذرة الشر والعصيان
لكن شخص المسيح المبارك كان خالياً من الخطية يؤكد لنا هذه الحقيقة كلمات الملاك ليوسف خطيب مريم حين قال له في الحلم ((يا يوسف ابن داود لا تخف أن تأخذ مريم امرأتك لأن الذي حبل به فيها هو من الروح القدس)) مت 20:1.
وعلينا أن نذكر هذه الحقيقة وهي : أنه مع أن المسيح تجسد في صورة بشر , لكن جسده كان معداً بترتيب خاص , كما يقول كاتب العبرانيين ((ذبيحة وقرباناً لم ترد ولكن هيأت لي جسداً)) عب 5:10 وقد كان هذا الجسد هو شبه جسد الخطية ولكنه كان بلا خطية , كما كانت الحية النحاسية في شكل الحية الحقيقية لكنها خالية من سمها , وكما يقول بولس الرسول ((فالله إذ أرسل ابنه في شبه جسد الخطية ولأجل الخطية دان الخطية في الجسد)) رو 3:8 , وقد حبل بهذا الجسد من الروح القدس كما قال جبرائيل الملاك للعذراء ((الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك فلذلك أيضاً القدوس المولود منك يدعى ابن الله)) لو 35:1 وكما خلق آدم الأول خاليا من الخطية كذلك كان لابد أن يولد آدم الثاني خالياً من الخطية فالمسيح له المجد ((قدوس بلا شر ولا دنس انفصل عن الخطاة وصار أعلى من السموات)) عب 26:7 , لم يرث خطية آدم في جسده كما قال عن نفسه ((رئيس هذا العالم يأتي وليس له في شيء)) يو 30:14 , ولذا فالرسول يكتب عنه قائلا ((لأنه فيه سر أن يحل كل الملء)) ((فانه فيه يحل كل ملء اللاهوت جسديا)) كو 19:1 و 9:2 فجسد المسيح الكامل المهيأ , كان هو مسكن الله عندما جاء ليصالح البشر ويوفي قصاص خطاياهم , ولذا فقد كان له من كفايته الشخصية قدرة على فداء البشر أجمعين , وبهذا استطاع أن يحمل ((خطايانا في جسده على الخشبة لكي نموت عن الخطايا فنحيا للبر)) 1 بط 24:2.