عرض مشاركة واحدة
قديم 30 - 07 - 2015, 04:17 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,327,647

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الصليب في الرموز

8- الحية النحاسية في البرية :


نمر الآن سريعاً لنصل إلى هذه القصة في سفر العدد ((وارتحلوا من جبل هور في طريق بحر سوف ليدوروا بأرض أدوم فضاقت نفس الشعب في الطريق وتكلم الشعب على الله وعلى موسى قائلين لماذا أصعدتمانا من مصر لنموت في البرية لأنه لا خبز ولا ماء وقد كرهت أنفسنا الطعام السخيف فأرسل الرب على الشعب الحيات المحرقة فلدغت الشعب فمات قوم كثيرون من إسرائيل فأتى الشعب إلى موسى وقالوا : قد أخطأنا إذ تكلمنا على الرب وعليك فصل إلى الرب ليرفع عنا الحيات فصلى موسى لأجل الشعب فقال الرب لموسى : ((اصنع لك حية محرقة وضعها على راية فكل من لدغ ونظر إليها يحيا)) فصنع موسى حية من نحاس ووضعها على الراية فكان متى لدغت حية إنسانا ونظر إلى حية النحاس يحيا)) عدد 4:21 – 9 والآن دعنا نقف لحظة متأملين في هذا الرمز الجميل الذي أكد السيد له المجد أنه يشير إلى موته على الصليب حين قال لنيقوديموس , ((وكما رفع موسى الحية في البرية هكذا ينبغي أن يرفع ابن الإنسان لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية)) يو 14:3 فلماذا رفع موسى الحية في البرية ؟ لقد رفعت هذه الحية لأجل أناس رفضوا طريق الله , ورفضوا الطعام الذي قدمه لهم وأسموه ((الطعام السخيف)) , ولدغتهم الحيات المحرقة فسرت سمومها في دمائهم لإماتتهم ؟؟ ولم تكن هذه الحية النحاسية من ابتكار موسى بل كانت بتدبير الله , وكانت حية واحدة فقط لكنها كانت كافية لشفاء ((كل من ينظر إليها)) , وكان النظر إليها يهب الحياة من جديد لكل من لدغته حية محرقة !! وكانت حية من نحاس لها شكل الحية المحرقة لكنها خالية من سمها !! وكل هذه الأوصاف تنطبق على شخص ربنا يسوع , المخلص الوحيد الذي أخذ صورة الإنسان لكنه كان خالياً من خطية الإنسان والذي يهب الحياة لكل من ينظر إليه بالإيمان ((التفتوا اليّ وأخلصوا يا جميع أقاصي الأرض لأني أنا الله وليس آخر)) اش 22:45
وفي كل هذه الرموز التي مرت بنا نرى ناحية من نواحي عمل الصليب , ففي أقمصة الجلد نرى المسيح الذي يكسو عري الإنسان , وفي ذبيحة هابيل نجد المسيح طريق اقترابنا إلى الله , وفي فلك نوح نرى المسيح الذي يحمينا من الدينونة , وفي تقديم اسحق تشع علينا أنوار محبة قلب الآب الذي بذل ابنه الوحيد , وفي سلم يعقوب نرى يسوع الوسيط الوحيد بين الأرض والسماء , وفي خروف الفصح يشير الدم المسفوك في أرض مصر إلى حمل الله الذي يرفع خطية العالم , وفي الصخرة المضروبة نرى سيدنا الذي احتمل ضربة سيف العدل الإلهي لأجل خطايانا , وفي الحية النحاسية المرفوعة في البرية نرى طريق نوال الخلاص بنظرة مصدقة إلى المسيح المصلوب وهكذا يلمع أمامنا الصليب بأنواره الساطعة في كل هذه الرموز
  رد مع اقتباس