عرض مشاركة واحدة
قديم 30 - 07 - 2015, 04:15 PM   رقم المشاركة : ( 7 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,355,744

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الصليب في الرموز

4 – تقديم اسحق :


نستمر سائرين مع السجل المقدس , إلى أن نصل إلى قصة تقديم اسحق , وهي قطعا من أروع قصص العهد القديم وقد ذكرها الكتاب في هذه الكلمات ((وحدث بعد هذه الأمور أن الله امتحن ابراهيم فقال له يا ابراهيم فقال هأنذا فقاتل خذ ابنك وحيدك الذي تحبه اسحق واذهب إلى أرض المريا وأصعده هناك محرقة على أحد الجبال الذي أقول لك)) تك 1:22 و 2 وقد أطاع ابراهيم صوت الله , وأخذ ابنه المحبوب ليقدمه محرقة لأجله , ولكنه ما كاد يصل إلى الجبل , ويربط اسحق ويضعه على المذبح فوق الحطب الذي أعده حتى ناداه الرب من السماء قائلا ((ابراهيم ابراهيم لا تمد يدك إلى الغلام ولا تفعل به شيئا)) تك 11:22 ((فرفع ابراهيم عينيه ونظر وإذا كبش ممسكا في الغابة بقرنيه فذهب ابراهيم وأخذ الكبش وأصعده محرقة عوضا عن ابنه)) تك 13:22
وفي تتبعنا لسياق القصة تقابلنا هذه الحقائق الهامة وهي :
أولا : إن الله قد أشفق على اسحق فلم يسمح لأبيه أن يذبحه , وهذا أصدق دليل على أن الله لا يحب الذبائح البشرية , ولا يوافق عليها بحال , وكل ما في الأمر أنه أراد أن يجيز ابراهيم في اختبار حي , وأن يعطيه شعاعة من نور محبته للبشر ((لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية)) يو 16:3 , أجل إن الله ((لم يشفق على ابنه بل بذله لأجلنا أجمعين)) رو 32:8 لكي يعلن لنا مدى حبه , ومقدار عواطف قلبه , وبينما أشفق على ((ابن ابراهيم)) وقال لأبيه ((لا تمد يدك إلى الغلام)) ترك ابنه الوحيد معلقا على الصليب يتجرع آلامه المريرة , وموته القاسي البطيء الرهيب لأجل العالم الأثيم ويصف يوحنا هذا الحب الإلهي قائلا ((في هذا هي المحبة ليس أننا نحن أحببنا الله بل أنه هو أحبنا وأرسل ابنه كفارة لخطايانا)) 1 يو 10:4
أما الحقيقة الثانية التي نراها في هذا الرمز الجميل , فهي أن اسحق وهو يحمل المحرقة على كتفه ويصعد به إلى جبل المريا إنما كان يرمز إلى ذاك الذبيح الحقيقي الذي قال عنه يوحنا في إنجيله ((فخرج وهو حامل صليبه إلى الموضع الذي يقال له موضع الجمجمة ويقال له بالعبرانية جلجثة حيث صلبوه)) يو 17:19 و 18 , وليس ببعيد أن يكون الله قد رفع حجاب الزمن عن عيني ابراهيم في هذه الساعة بالذات فرأى بديل البشرية الأوحد يسوع المسيح ولذا فقد قال رب المجد لليهود ((أبوكم ابراهيم تهلل بأن يرى يومي فرأى وفرح)) يو 56:8
وهناك حقيقة ثالثة في هذه القصة الخالدة هي حقيقة الفداء ((بالدم)) إذ لما رفع ابراهيم عينيه رأى كبشا ممسكا في الغابة بقرنيه فذهب ابراهيم وأخذ الكبش وأصعده محرقة عوضا عن ابنه
وهكذا مات الكبش البريء مكان الولد الذي كان مزمعا أن يموت تماما , كما مات المسيح ((حمل الله)) بدل كل خاطئ أثيم وذاق بنعمة الله الموت لأجل كل واحد عب 9:2
  رد مع اقتباس