3 – فلك نوح :
نصل الآن إلى رمز ثالث لشخص المسيح هو فلك نوح , ففي أيام ذلك الرجل البار فسدت الأرض وامتلأت ظلما , وكان لابد أن يفعل الله شيئا ليظهر كراهيته للخطية , وحكمه الرهيب عليها , وفي ذات الوقت كان عليه أن ينقذ الأقلية الضئيلة التي آمنت به وعاشت بحسب وصاياه , وكان نوح وعائلته هم هذه الأقلية الأمينة ((فقال الله لنوح نهاية كل بشر قد أتت أمامي لأن الأرض امتلأت ظلما منهم فها أنا مهلكهم مع الأرض اصنع لنفسك فلكا من خشب جفر فها أنا آت بطوفان الماء على الأرض لأهلك كل جسد فيه روح حياة من تحت السماء كل ما في الأرض يموت
ولكن أقيم عهدي معك فتدخل الفلك أنت وبنوك وامرأتك ونساء بنيك معك)) تك 13:6 و 14 و 17 و18
ومن سياق القصة نهرى أن الفلك قد عمل بتصميم الله , وأنه كان السبيل الوحيد لنجاة نوح وأفراد أسرته , وبهذا أنقذهم جميعهم من موت محقق 0
وكل هذه الصفات تنطبق تماما على شخص ربنا يسوع المسيح فهو المخلص المعين من الله , الممسوح منه لأجل الخلاص , وهو الطريق الوحيد لخلاص البشر كما قال فيه بطرس ((وليس بأحد غيره الخلاص لأن ليس اسم آخر تحت السماء قد أعطي بين الناس به ينبغي أن نخلص)) أع 12:4 , وهو الذي طمت عليه تيارات ولجج غضب العدل الإلهي عوضاً عن الخطاة الآثمين , فصار من يلجأ إليه في حمى من دينونة الله كما يؤكد ذلك بولس الرسول قائلا ((اذاً لا شيء من الدينونة الآن على الذين هم في المسيح يسوع السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح)) رو 1:8 وهكذا نرى في ذلك الفلك القديم رمزاً جميلا للرب يسوع المسيح