عرض مشاركة واحدة
قديم 30 - 07 - 2015, 04:13 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,396,784

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: الصليب في الرموز

أما في ((قضية الصليب)) , وفي وضع المسيح كبديل بريء عن البشر الآثمين , فالأمر يختلف كل الاختلاف0 إذ أننا نرى في هذه القضية أن المجرم الحقيقي هو ((الإنسان الخاطئ الأثيم)) , ولكننا لا نجد أمامه سوى شخص واحد هو ((القاضي)) , وهو نفسه ((المجتمع الذي أسيء إليه)) , وهو ((واضع القانون)) , وهو ((ممثل القانون)) وهو في ذات الوقت الذي ارتضى أن يكون ((البديل البريء)) وهو ((الله المحب الشفوق العادل البار القدوس)) , الذي لا يمكن أن توافق عدالته على أن يغفر للناس بغير حساب ولذا فان الله حين جاء في المسيح ليموت على الصليب , لم يكن منفذاً لقانون شخص آخر , بل للقانون الذي وضعه هو , والجريمة لم ترتكب ضد شخص سواه وفوق الكل فانه لم يأخذ شخصا آخر بعيداً عنه ليجعله بديلا للإنسان , بل على العكس قد رفض هذا في وضوح عندما عرض عليه موسى أن يجعله بديلا لإسرائيل وأن يمحوه لأجلهم من كتابه الذي كتب ] خروج 30:32 – 35 [ , ولكنه جاء بنفسه آخذاً صورة العبيد الآثمين , وحمل في الجسد الإنساني الذي أخذه عقاب قانونه وبهذا وفق بين عدله ورحمته , وبين قداسته ومحبته , وبين كراهيته الشديدة للخطية , ومحبته الفائقة للإنسان !! وبينما تألم ومات على الصليب , نجده يعلن عن نفسه أنه ((القاضي العادل ديان كل الأرض)) ] مت 41:13 -43 و 31 -46 [ , وعلى هذا فنحن لا نجد الله القدوس يعاقب شخصا بريئا باعتباره طرفا ثالثا في القضية بل نرى أن ((القاضي)) هنا هو الله المثلث الأقانيم, وأن الأقنوم الثاني من اللاهوت , قد رضى في محبته أن يأخذ شخصية المجرم ممثلا إياه في كل شيء ما عدا الخطية, وأخيراً صار هو نفسه ((خطية)) , وارتضى أن ينفذ في شخصه عقاب القانون الذي وضعه هو ضد الخطية , وهو القانون القائل ((النفس التي تخطيء هي تموت)) , وفي ذات الوقت نجد أن هذا القانون لا وجود له بعيداً عن وجود الله العادل الذي وضعه في الوجود))
وكل هذا يرينا بأن فلسفة ((البديل البريء)) التي تنادي بها المسيحية, هي القمة الشاهقة التي يعلن الله من فوقها عن صفاته الأدبية الكاملة , والتي تظهر فيها حكمة الله ومحبة الله
  رد مع اقتباس