من اكرم اباه فانه يكفر خطاياه ويمتنع عنها ويستجاب له في صلاة كل يوم
و من احترم امه فهو كمدخر الكنوز
من اكرم اباه سر باولاده وفي يوم صلاته يستجاب له
من احترم اباه طالت ايامه ومن اطاع اباه اراح امه
الذي يتقي الرب يكرم ابويه ويخدم والديه بمنزلة سيدين له
اكرم اباك بفعالك ومقالك بكل اناة
لكي تحل عليك البركة منه وتبقى بركته الى المنتهى
فان بركة الاب توطد بيوت البنين ولعنة الام تقلع اسسها
لا تفتخر بهوان ابيك فان هوان ابيك ليس فخرا لك
بل فخر الانسان بكرامة ابيه ومذلة الام عار للبنين
يا بني اعن اباك في شيخوخته ولا تحزنه في حياته
و ان ضعف عقله فاعذر ولا تهنه وانت في وفور قوتك فان الرحمة للوالد لا تنسى
و باحتمالك هفوات امك تجزى خيرا
و على برك يبنى لك بيت وتذكر يوم ضيقك وكالجليد في الصحو تحل خطاياك
من خذل اباه فهو بمنزلة المجدف ومن غاظ امه فهو ملعون من الرب
يا بني اقض اعمالك بالوداعة فيحبك الانسان الصالح
ازدد تواضعا ما ازددت عظمة فتنال حظوة لدى الرب
لان قدرة الرب عظيمة وبالمتواضعين يمجد
لا تطلب ما يعييك نيله ولا تبحث عما يتجاوز قدرتك لكن ما امرك الله به فيه تامل ولا ترغب في استقصاء اعماله الكثيرة
فانه لا حاجة لك ان ترى المغيبات بعينيك
و ما جاوز اعمالك فلا تكثر الاهتمام به
فانك قد اطلعت على اشياء كثيرة تفوق ادراك الانسان
و ان كثيرين قد اضلهم زعمهم وازل عقولهم وهمهم الفاسد
القلب القاسي عاقبته السوء والذي يحب الخطر يسقط فيه
القلب الساعي في طريقين لا ينجح والفاسد القلب يعثر فيهما
القلب القاسي يثقل بالمشقات والخاطئ يزيد خطيئة على خطيئة
داء المتكبر لا دواء له لان جرثومة الشر قد تاصلت فيه
قلب العاقل يتامل في المثل ومنية الحكيم اذن سامعة
القلب الحكيم العاقل يمتنع من الخطايا وينجح في اعمال البر
الماء يطفئ النار الملتهبة والصدقة تكفر الخطايا
من صنع جميلا ذكر في اواخره وصادف سندا في يوم سقوطه
Divider!
الإصحاح الرابع
يا بني لا تحرم المسكين ما يعيش به ولا تماطل عيني المعوز
لا تحزن النفس الجائعة ولا تغظ الرجل في فاقته
لا تزد القلب المغيظ قلقا ولا تماطل المعوز بعطيتك
لا تاب اعطاء البائس سؤله ولا تحول وجهك عن المسكين
لا تصرف طرفك عن المعوز ولا تصنع شيئا يجلب عليك لعنة الانسان
فان من يلعنك بمرارة نفسه يستجيب صانعه دعاءه
كن متوددا الى الجماعة واخفض راسك لذي الوجاهة
امل اذنك الى المسكين واجبه برفق ووداعة
انقذ المظلوم من يد الظالم ولا تكن صغير النفس في القضاء
كن ابا لليتامى وبمنزلة رجل لامهم
فتكون كابن العلي وهو يحبك اكثر من امك
الحكمة تنشئ لها بنين والذين يلتمسونها تضمهم اليها
من احبها احب الحياة والذين يبتكرون اليها يمتلئون سرورا
من ملكها يرث مجدا وحيثما دخلت فهناك بركة الرب
الذين يعبدونها يخدمون القدوس والذين يحبونها يحبهم الرب
من سمع لها يحكم على الامم ومن اقبل اليها يسكن مطمئنا
اذا استسلم لها يرثها واعقابه يبقون على امتلاكها
فانها في اول الامر تسلك معه بعوج
فتلقي عليه الخوف والرعب وتمتحنه بتاديبها الى ان تثق بنفسه وتختبره في احكامها
ثم تعود فتعامله باستقامة وتسره
و تكشف له اسرارها وتجمع فيه كنوزا من العلم وفهم البر
و اما اذا ذهب في الضلال فهي تخذله وتسلمه الى مصرعه
يا بني احرص على الزمان واحتفظ من الشر
و لا تستحي في امر نفسك
فان من الحياء ما يجلب الخطيئة ومنه ما هو مجد ونعمة
لا تحاب الوجوه فذلك ضرر لنفسك
و لا تستحي حياء به هلاكك
لا تمتنع من الكلام في وقت الخلاص ولا تكتم حكمتك اذا جمل ابداؤها
فانما تعرف الحكمة بالكلام والتاديب بنطق اللسان
لا تخالف الحق بل استحي من جهالتك
لا تستحي ان تعترف بخطاياك ولا تغالب مجرى النهر
و لا تتذلل للرجل الاحمق ولا تحاب وجه المقتدر
جاهد عن الحق الى الموت والرب الاله يقاتل عنك
لا تكن جافيا في لسانك ولا كسلا متوانيا في اعمالك
لا تكن كاسد في بيتك وكمجنون بين اهلك
لا تكن يدك مبسوطة للاخذ مقبوضة عن العطاء
Divider!
الإصحاح الخامس
لا تعتد باموالك ولا تقل لي بها كفاية
لا تتبع هواك ولا قوتك لتسير في شهوات قلبك
و لا تقل من يتسلط على فان الرب ينتقم منك انتقاما
لا تقل قد خطئت فاي سوء اصابني فان الرب طويل الاناة
لا تكن بلا خوف من قبل الخطيئة المغفورة لتزيد خطيئة على خطيئة
و لا تقل رحمته عظيمة فيغفر كثرة خطاياي
فان عنده الرحمة والغضب وسخطه يحل على الخطاة
لا تؤخر التوبة الى الرب ولا تتباطا من يوم الى يوم
فان غضب الرب ينزل بغتة ويستاصل في يوم الانتقام
لا تعتد باموال الظلم فانها لا تنفعك شيئا في يوم الانتقام
لا تنقلب مع كل ريح ولا تسر في كل طريق فانه كذلك يفعل الخاطئ ذو اللسانين
بل كن ثابتا في فهمك وليكن كلامك واحدا
كن سريعا في الاستماع وكثير التاني في احارة الجواب
ان كان لك فهم فجاوب قريبك والا فاجعل يدك على فمك
في الكلام كرامة وهوان ولسان الانسان تهلكته
لا تدع نماما ولا تختل بلسانك
فان للسارق الخزي ولذي اللسانين المذمة الشديدة
لا تكن جاهلا في كبيرة ولا في صغيرة
Divider!
الإصحاح السادس
و لا تصر عدوا بعد ان كنت صديقا فان القبيح السمعة يرث الخزي والعار وكذلك الخاطئ ذو اللسانين
لا تكن كثور مستكبرا بافكار قلبك لئلا تسلب نفسك
فتاكل اوراقك وتتلف اثمارك وتترك نفسك كالخشب اليابس
النفس الشريرة تهلك صاحبها وتجعله شماتة لاعدائه
الفم العذب يكثر الاصدقاء واللسان اللطيف يكثر المؤانسات
ليكن المسالمون لك كثيرين واصحاب سرك من الالف واحدا
اذا اتخذت صديقا فاتخذه عن خبرة ولا تثق به سريعا
فان لك صديقا في يومه ولكنه لا يثبت في يوم ضيقك
و صديقا يصير عدوا فيكشف عار مخاصمتك
و صديقا يشترك في مائدتك ولكنه لا يثبت في يوم ضيقك
يكون نظيرك في اموالك ويتخذ دالة بين اهل بيتك
لكنه اذا انحططت يكون ضدك ويتوارى عن وجهك
تباعد عن اعدائك واحذر من اصدقائك
الصديق الامين معقل حصين ومن وجده فقد وجد كنزا
الصديق الامين لا يعادله شيء وصلاحه لا موازن له
الصديق الامين دواء الحياة والذين يتقون الرب يجدونه
من يتقي الرب يحصل على صداقة صالحة لان صديقه يكون نظيره
يا بني اتخذ التاديب منذ شبابك فتجد الحكمة الى مشيبك
مثل الحارث والزارع اقبل اليها وانتظر ثمارها الصالحة
فانك تتعب في حراثتها قليلا وتاكل من غلاتها سريعا
ما اصعبها على الغير المتادبين ان فاقد اللب لا يستمر عليها
فانها له كحجر الامتحان الثقيل فلا يلبث ان يتركها
لان الحكمة هي كاسمها ولا تستبين لكثيرين والذين يعرفونها تثبت فيهم الى مشاهدة الله
اسمع يا بني واقبل رايي ولا تنبذ مشورتي
و ادخل رجليك في قيودها وعنقك في غلها
احن عاتقك واحملها ولا تغتظ من سلاسلها
اقبل اليها بكل نفسك واحفظ طرقها بكل قوتك
ابحث واطلب فتتعرف لك واذا فزت بها فلا تهملها
فانك في اواخرك تجد راحتها وتتحول لك مسرة
فتكون لك قيودها حماية قوة واغلالها حلة مجد
لان عليها حليا من ذهب وسلاسلها سلك سمنجوني
فتلبسها حلة مجد لك وتعقدها اكليل ابتهاج
ان شئت يا بني فانك تتادب وان استسلمت تستفيد دهاء
ان احببت ان تسمع فانك تعي وان املت اذنك تصير حكيما
قف في جماعة الشيوخ ومن كان حكيما فلازمه ارغب ان تسمع كل حديث الهي ولا تهمل امثال التعقل
و ان رايت عاقلا فابتكر اليه ولتطا قدمك درج بابه
تروا في اوامر الرب وفي وصاياه تامل كل حين فهو يثبت قلبك وينيلك ما تتمناه من الحكمة
Divider!