سر تشانج مي
وهذه قصة واقعية ترينا صدق هذه الحقيقة، وقد نقلتها سيدة كريمة من اللغة الإنجليزية "عاد المدعو "لي" إلى منزله وهو متعب من عناء العمل طول النهار، وكان يقول في نفسه وهو في طريقه إلى البيت "يا ليت زوجتي تعتني بالمنزل، وتجهز لي طعاماً شهياً للعشاء.... ولكن أين لي ذلك؟! إنها تقضي معظم وقتها في لعب الورق وشرب الخمر...." وانقطع الرجل عن تفكيره عندما اقترب إلى باب منزله، وعندما وصل هناك لاحظ شيئاً غير عادي، فقد وجد زوجته تنتظره وهي مبتسمة الوجه، وعلى غير عادتها بادرت بتحيته، وخاطبته بلهجة جديدة، استرعت انتباه الزوج المتعجب المشدوه...
ودخل "لي" إلى المنزل فلاحظ فيه تغييراً كبيراً، رأى المنزل نظيفاً، ووجد إبريق ماء ساخن. فسأل زوجته- "هل هذا الماء الساخن لغسل رجلي؟" أجابته الزوجة- "نعم يا زوجي العزيز، وقد جهزت لك عشاء من السمك اللذيذ" تناول الرجل طعام العشاء ثم التفت إلى زوجته قائلاً "ماذا حدث لك؟ لقد تغيرت جداً؟! فابتسمت الزوجة ولم تعطه جواباً.
استيقظ الرجل في صباح اليوم التالي، ولأول مرة في حياته وجد أنها قد أعدت له الشاي وطعام الإفطار، فسألها قائلاً "هل استيقظت مبكرة وعملت لي هذا الطعام اللذيذ؟....إن هذا لم يحدث منذ يوم زواجنا"
ولكن –مي- لم تجبه....
وخرج "لي" إلى عمله وهو يفكر في نفسه قائلاً "حقاً إن زوجتي قد تغيرت تغيراً مباركاً وليته يدوم طويلاً. وعندما عاد من عمله في المساء، قابلته زوجته للمرة الثانية ببشاشة وإخلاص، ودخل فوجد الماء الساخن والعشاء الفاخر والمعاملة التي لم تحدث قط من زوجته في الأيام القديمة.
سألها "ما هذا التغيير الذي أصاب حياتك؟" ولكن المرأة لم تجب.....
راقبها "لي" ولاحظ أنها لا تدخن، ولا تسكر، ولا تعلب الورق، وبدأت تعتني بيتها عناية فائقة.
ذهب "لي" إلى أصدقائه وأخبرهم عن التغيير العجيب الذي حدث في حياة زوجته، وكيف أنها قد أبطلت الشجار، فأصبح بيته هادئاً غاية الهدوء.
وظل الرجل يسأل زوجته عن سر تغييرها وهي لا تجيب إلا بالصمت والخدمة. وفي مساء يوم ما، قال لها "إنني لن أتناول عشائي إلا إذا قلت لي عن السر في هذا التغيير الذي أصابك.....إنني أريد أن أعرف وأصدقائي أيضاً يريدون أن يعرفوا، حتى يستطيعوا أن يساعدوا زوجاتهم ليتغيرن أيضاً ويصرن مثلك....".
قالت تشانج مي- "عدني أولاً إنك لا تضربني لأنك ربما تنزعج إذا أخبرتك عن السبب؟"
قال "لي" "أضربك؟ كيف أضربك وأنت تعاملينني هذه المعاملة الحسنة، كلا إنني لن أسيء إليك".
قالت " لقد ذهبت إلى الكنيسة التي في المدينة يوم الأحد، وقبلت الرب يسوع المسيح كمخلص لي، وأنا أؤمن بيسوع الآن، وهو ربي ومخلصي، وقد غفر لي كل خطاياي، وأعطاني نصرة على التدخين والخمر ولعب الورق..... وهكذا ترى أنه جعلني زوجة مباركة".
فلما سمع الزوج اعتراف زوجته تهيج جداً، وذهب إلى الحديقة ليفكر في الأمر وقال في نفسه "إنني أكره المبشرين، وكذلك أصدقائي يكرهونهم، ولكن هؤلاء المبشرين هم السبب في تغيير حياة زوجتي، وأنا لا أريد أن تعود زوجتي إلى حياتها القديمة مرة ثانية.... والآن كيف أتصرف وماذا أعمل؟!"
في هذا الوقت كانت "تشانج مي" في البيت تصلي بحرارة للرب حتى يرشد زوجها المخلص، ويهبه إيماناً به، ويحفظها من ضريه ومعاملته الشديدة- صلت فترة طويلة، مع أنها كانت حديثة في حياة الإيمان، ووثقت في أن الرب سوف يرتب كل شيء....
وعاد- لي- بعد مدة وقال لزوجته "اسمعي يا زوجتي العزيزة، إذا كان الرب يسوع الذي تقولين عنه قد غير حياتك، فأنا لن أؤذيك، ولن يهمني ما يقولوه عني أصدقائي، ولن أعبأ بتهكمكم، ولن أبالي باستهزائهم... إن غداً هو يوم الأحد، وسأذهب معك إلى الكنيسة لأسمع عن هذا المخلص العجيب".
وفي الصباح ذهب لي، مع تشانج مي إلى الكنيسة، وقد ابتهج المرسلون برؤيتهما وسمع الرجل الرسالة، وبعد وقت قبل المسيح مخلصاً وبعد ستة أشهر اعتمد بالماء هو وزوجته وصارا بركة للكثيرين.
فهل نلت هذا التغيير العجيب؟...إن الحياة المتغيرة هي دليل الميلاد الثاني.