5- الدليل الخامس هو العبادة الصحيحة للرب:
قال السيد له المجد في حديثه مع المرأة السامرية "الله روح والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي أن يسجدوا" (يو 4: 24),
فإذا كنت قد نلت هذا الاختبار المجيد، فإنك لن ترتاح لعبادة الله عبادة ميكانيكية، ولن تستمر في ديانة الطقوس والفرائض والتقاليد، ولا في الديانة الصورية التي لا حياة فيها، إنك سوف تطير بأجنحة النعمة في عالم جديد، وتتعبد لله "بالروح والحق" "لأن الله طالب مثل هؤلاء الساجدين".
فلنتأمل نعمان السرياني قبل أن يغطس في ماء الأردن، ولنراه بعد أن غطس في النهر وقد طلع من الماء بعد أن ولد من جديد روحياً وجسدياً "فصار لحمه كلحم صبي صغير وطهر" (2مل 5: 14) ولكنه بعد أن خرج لم يذهب إلى بيته بل عاد إلى أليشع وقال له "هوذا قد عرفت أنه ليس إله في كل الأرض إلا في إسرائيل.... أما يعطى لعبدك حمل بغلين من التراب لأنه لا يقرب بعد عبدك محرقة ولا ذبيحة لآلهة أخرى بل للرب" (2 مل 5: 15 و17) لقد بدأت حياة نعمان تتغير، فترك عبادة الأوثان، والسجود في هيكل ومون وبدأ في عبادة الرب وبالروح والحق.
فهل أنت متجدد أيها القارئ؟! هل تعبد الرب عن طريق الطقوس والعبادة التي لا حياة فيها؟ أم تعبده بالروح والحق؟!
لقد سألت السامرية الرب قائلة "آباؤنا سجدوا في هذا الجيل وأنتم تقولون إن في أورشليم الموضع الذي ينبغي أن يسجد فيه. قال لها يسوع يا امرأة صدقيني إنه تأتي ساعة لا في هذا الجبل ولا في أورشليم تسجدون للآب.... ولكن تأتي ساعة وهي الآن حين الساجدون الحقيقيون يسجدون للآب بالروح والحق لأن الآب طالب مثل هؤلاء الساجدين له. الله روح والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي أن يسجدوا" (يو 4: 20-24).
وهكذا أراها الرب أن عصر الطقوس، وعبادات الأماكن قد انتهى، وبدأ عصر جديد هو عصر العبادة بالروح والحق، لأجل هذا قال بولس لرجال أثينا وهو يحدثهم عن الله "الذي تتقونه وأنتم تجهلونه هذا أنا أنادي لكم به. الإله الذي خلق العالم وكل ما فيه هذا إذ هو رب السماء والأرض لا يسكن في هياكل مصنوعة بالأيادي ولا يخدم بأيادي الناس" (أعمال 17: 23-25) وبهذا الكلام قادهم إلى الروح الأزلي الذي يطلب عبادة الأرواح، ولهذا أيضاً ينادي الرسول جماعة المؤمنين قائلاً "لأن المسيح لم يدخل إلى أقداس مصنوعة بيد أشباه الحقيقية بل إلى السماء عينها ليظهر الآن أمام وجه الله لأجلنا.... فإذ لنا أيها الإخوة ثقة بالدخول إلى الأقداس بدم يسوع طريقاً كرسه لنا حديثاً حياً بالحجاب أي جسده وكاهن عظيم على بيت الله لنتقدم بقلب صادق في يقين الإيمان مرشوشة قلوبنا من ضمير شرير ومغتسلة أجسادنا بماء نقي لنتمسك بإقرار الرجاء راسخاً لأن الذي وعد هو أمين" (عب 9: 24، 10: 19-23).
هذه هي عبادة العهد الجديد، ليست في هياكل مصنوعة بأيادي، بل في السماء عينها، في الأقداس التي دخل إليها يسوع كسابق لأجلنا لأنه "أقامنا معه وأجلسنا معه في السماويات" (أفسس 2: 4).