3- الدليل الثالث التمتع بالرجاء الحي:
لنسمع حديث بطرس الرسول وهو يتحدث عن هذا الدليل الأكيد فيقول "مبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح الذي حسب رحمته الكثيرة ولدنا ثانية لرجاء حي بقيامة يسوع المسيح من الأموات لميراث لا يفنى ولا يتدنس ولا يضمحل محفوظ في السموات لأجلكم" (1بط 1: 3-4).
فقبل أن ينال الفرد هذا الاختبار الأكيد، يحيا بالرجاء الميت، فيكون حاله كحال ذلك الغني الغبي الذي أخصبت كورته فقال "ماذا أعمل؟ أهدم مخازني وأبني أعظم منها وأجمع هناك جميع أثماري وأقول لنفسي كلي واشربي وافرحي عندك خيرات كثيرة مخزونة لسنين عديدة" وإذا بصوت الله يناديه من الأعالي "يا غبي في هذه الليلة تطلب نفسك منك فهذه التي أعددتها لمن تكون" كل رجاؤه في الأشياء الأرضية فتهدم هذا الرجاء، بني آماله على الرمال، فانهارت الرمال وكان سقوطه عظيماً.
أما المؤمن المولود من الله فهو يتمتع برجاء حي لا يموت كما يقول يوحنا الرسول "الآن نحن أولاد الله ولم يظهر بعد ماذا سنكون ولكن نعلم أنه إذا أظهر نكون مثله لأننا سنراه كما هو- وكل من عنده هذا الرجاء به يطهر نفسه كما هو طاهر" (1يو 3: 2 و3).
هذا هو الرجاء الذي ملأ قلب إبراهيم فتغرب في خيام، وملأ قلب موسى "فأبى أن يدعى ابن ابنة فرعون مفضلاً بالأحرى أن يذل مع شعب الله على أن يكون له تمتع وقتي بالخطية حاسباً عار المسيح غنى أعظم من خزائن مصر لأنه كان ينظر إلى المجازاة" (عب 11: 24-26).
وملأ قلب بولس فهتف "أنا عالم بمن آمنت وموقن أنه قادر أن يحفظ وديعتي إلى ذلك اليوم " لي اشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح ذاك أفضل جداً" بل هذا هو الرجاء الذي كتب عنه رسول العبرانيين قائلاً "حتى بأمرين عديمي التغير لا يمكن أن الله يكذب فيهما تكون لنا تعزية قوية نحن الذين التجأنا لنمسك بالرجاء الموضوع أمامنا الذي هو كمرساة للنفس مؤتمنة وثابتة تدخل إلى ما داخل الحجاب" (عب 6: 18 و19) فهل تتمتع بهذا الرجاء المبارك؟!