الاعتراض السادس- المعمودية وخطية آدم:
يقول لي صديق كريم- وخطية آدم التي توارثناها إلى أين تذهب؟ وكيف يذهب الطفل بها إلى السماء، والعماد وحده هو طريق العفو والغفران؟ وكلام كهذا يبدو مناقضاً لكلمة الله، فكلمة الله تقول "لأنه لا بد أننا جميعاً نظهر أمام كرسي المسيح لينال كل واحد ما كان بالجسد بحسب ما صنع خيراً كان أم شراً" (2كو 5: 10) فأي شر عمل الطفل حتى يدان عليه؟! وفي موضع آخر نقرأ كلمات السيد "وها أنا آتي سريعاً وأجرتي معي لأجازي كل واحد كما يكون عمله" (رؤ 22: 12) فأي عمل شرير اقترفه الطفل يجازيه الرب الديان العادل عليه؟
لقد أراد بيلاطس أن يبرئ المسيح فسأل اليهود قائلاً- وأي شر عمل؟ فصرخوا بلا سبب- اصلبه أصلبه. وكم من أناس يقولون بلا مبرر معقول إن الطفل غير المعتمد هالك لا محالة: وهؤلاء يرد عليهم المسيح بالقول "دعوا الأولاد يأتون إليّ ولا تمنعوهم لأن لمثل هؤلاء ملكوت السموات" أما خطية آدم فقد انتهى حسابها في الصليب، وكما توارثها البشر دون مسؤوليتهم وبغير إرادتهم، كذلك رفعها الله عن الجميع في الصليب فقال يوحنا المعمدان وهو يشير للمسيح "هو ذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم" (يو 1: 29) ونلاحظ أن الآية تذكر كلمة "خطية" في صيغة المفرد، لا خطايا العالم في صيغة الجمع، وما هي الخطية التي اشترك فيها العالم بدون إرادته؟ خطية آدم بلا جدال، ولذلك جاء السيد ورفع خطية العالم، ودفع أجرة خطية آدم، دون أن يستشير البشر أو يطلب موافقتهم على ذلك، لأجل ذلك لا نجد آية واحدة في الكتاب ترينا أن الناس سوف يدانون على خطية آدم، لكن الكتاب يؤكد أن "كل واحد سيحمل حمل نفسه" (غلا 6: 5) وعلى هذا الأساس الحقيقي يمكننا أن نقول أن كل أطفال الأرض سيذهبون إلى السماء لو ماتوا قبل سن الإدراك والتمييز بين الخير والشر، لأن دم المسيح قد سدد إلى التمام أجرة هذه الخطية التي يسمونها "الخطية الجدية" مبارك اسم الله إلى الأبد.... فهل بعد ذلك نقول أن المعمودية تخلص من الخطية الأصلية وأين الدليل في الكتاب؟!