عرض مشاركة واحدة
قديم 11 - 07 - 2015, 04:29 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,313,508

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: رد على اعتراضات

الاعتراض الثاني- الولادة الجديدة والمعمودية:


يقول صديق معترض- ألم يقل المسيح لنيقوديموس "الحق الحق أقول لك إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله" (يو 3: 5) وأليس الميلاد من الماء والروح يعني المعمودية بالماء؟ وبدون معمودية الماء على هذا القياس لا نقدر أن ندخل ملكوت الله؟ لكنني أرجو أن يلاحظ قارئي العزيز، أن الآية تتكلم عن الميلاد لا عن العماد، والفرق بين الميلاد والعماد كالفرق بين السماء والأرض. فقد ذكر المسيح ضرورة الولادة الثانية في هذا الأصحاح ثلاث مرات فقال :
(1) إنها ولادة من فوق أي من السماء وليست من الأرض "إن كان أحد لا يولد من فوق لا يقدر أن يرى ملكوت الله" (يو 3: 3).
(2) كما قال أنها ولادة من الروح "لا تتعجب إني قلت لك ينبغي أن تولدوا من فوق الريح تهب حيث تشاء وتسمع صوتها لكنك لا تعلم من أين تأتي ولا إلى أين تذهب هكذا كل من ولد من الروح" (يو 3: 7 و8).
(3) وقال إنها ولادة من الماء والروح (يو 3: 5) فهل المعمودية تعطي للإنسان هذا الاختبار المجيد، اختبار الولادة من فوق، ومن الروح القدس، ومن الماء والروح. إن منطق الواقع يرينا أن عشرات من الذين تعمدوا في طفولتهم عاشوا طول حياتهم في الخطية ولم يختبروا قط معنى الولادة الجديدة. فلنرجع إذاً للكتاب لنسأله عن طريق الميلاد الجديد، أو الميلاد من فوق. يقول لنا يوحنا في غرّة إنجيله "إلى خاصته جاء- أي المسيح- وخاصته لم تقبله وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنون باسمه الذين ولدوا ليس من دم ولا من مشيئة جسد ولا من مشيئة رجل بل من الله" (يو 1: 12 و13) وقد حلل أحد القسوس الإنجيلين وهو القس المحترم مرقس عبد المسيح هذه الآية فقال إن يوحنا نفى فيها:
1- حصول الميلاد الثاني عن طريق الوراثة بقوله "ليس من دم".
2- وكذلك نفى حصوله عن طريق القدرة والإرادة البشرية بقوله "ولا من مشيئة جسد".
3- وكذلك صرح الوحي بأنه ليس في مقدور الناس عامة بقوله "ولا من مشيئة رجل".
4- بل أكد الوحي أن اختبار الولادة الثانية هو من الله "المولود من الروح هو روح" (يو 3: 6).
لكن يقول قائل إذاً ما معنى كلمة الولادة من الماء التي قصدها المسيح في كلامه مع نيقوديموس؟ وللإجابة نقول، إن المسيح كان يتكلم مع معلم يهودي هو نيقوديموس، وكان نيقوديموس يعرف أن الماء جاء في العهد القديم كتشبيه لكلمة الله. وها نحن نعود إلى الكتاب لنأت بالدليل الساطع على هذا الاعتقاد ففي سفر أشعياء جاء "الماء" بمعنى "كلمة الله" وكواسطة للولادة أيضاً فقال أشعياء "لأنه كما ينزل المطر والثلج من السماء ولا يرجعان إلى هناك بل يرويان الأرض ويجعلانها "تلد" وتنبت وتعطي زرعاً للزارع وخبزاً للآكل هكذا تكون كلمتي التي تخرج من فمي" (أش 55: 10 و11)، وقد وافق الرسل في العهد الجديد على أن الولادة الجديدة هي نتيجة عمل كلمة الله في القلب بروح الله فقال بطرس "مولودين ثانية لا من زرع يفنى بل مما لا يفنى بكلمة الله الحية الباقية إلى الأبد" (1بط1: 23) وقال يعقوب "شاء فولدنا بكلمة الحق لكي نكون باكورة من خلائقه" (يعقوب 1: 18) ويقول بولس عن تقديس الكنيسة "أحب المسيح الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها لكي يقدسها مطهراً إياها بغسل الماء بالكلمة" (أفسس 5: 26) ويفسر هذا قول المسيح لتلاميذه "أنتم الآن أنقياء لسبب الكلام الذي كلمتكم به" (يو 15: 3) فكما أن الماء هو واسطة نقاء الجسد كذلك كلمة الله هي واسطة ولادة الإنسان وغسله من الخطية، من كل هذا نخرج بنتيجة واحدة هي أن الولادة الجديدة هي بعمل كلمة الله إذ يستخدمها روح الله، وهذا ما عناه المسيح عندما قال لنيقوديموس "إن كان أحد لا يولد من الماء (أي الكلمة) والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله" (يو 3: 6) وإليك ما قاله دكتور تورى بحاثة الكتاب المشهور بهذا الخصوص "من الجلي أن المعمودية ليست هي الولادة الجديدة، وهذا الأمر واضح مما جاء في (1كورنثوس 4: 15) إذ يقول الرسول "لأنه وإن كان لكم ربوات من المرشدين في المسيح ولكن ليس آباء كثيرون لأني أنا ولدتكم في المسيح يسوع بالإنجيل" فيقول بولس الرسول للقديسين في كورنثوس أنه ولدهم ثانية، ولو كانت المعمودية هي وسيلة الولادة الجديدة لكان هذا يفيد حتماً أنه عمدهم مع أنه يقول "أشكر الله إني لم أعمد أحداً منكم إلا كريسبس وغايس... لأن المسيح لم يرسلني لأعمد بل لأبشر لا بحكمة كلام لئلا يتعطل صليب المسيح" (1كو 1: 14-17) فيؤكد الرسول أنه لم يعمدهم وهكذا نرى جلياً أن الولادة أن الولادة الجديدة ليست هي المعمودية وإنما هي نتيجة قبول كلمة الله، أي إنجيل الله، كما يقول لهم "ولدتكم في المسيح يسوع بالإنجيل" (1كو 4: 15) فهل أدركت أيها القارئ العزيز أن الولادة الجديدة ليست هي المعمودية، وأن الآية لا تتحدث عن العماد بل عن الميلاد الجديد، وأن الميلاد الجديد بكلمة الله وروح الله؟ فليباركك الله، وليضيء لك بنور الحق الوضاح.
  رد مع اقتباس