نعم وجهت أنظارى ناحية العاصفة و الموج الهائج و لم أنظر إليك و انت آتى الىً ماشيا علي المياه و باسطا يدك نحوى
فبدأت أغرق و ظننتك نسيتني و صرخت "لماذا تختفى يارب فى ازمنة الضيق" مز 10-1
نعم تثقلت بالهموم و تعبت من الانتظار و صرت اصرخ مع داوود "تعبت من صراخى يبس حلقى كلت عيناى من انتظار الهى" مز 69-3
ضقت ذرعا من ظلم الأشرار و قسوة الغادرين بلا سبب و طفت أشكو إليك "أكثر من شعر رأسي الذين يبغضونني بلا سبب" مز 69-4
يارب أمامك كل تأوهى و تنهدي ليس بمستور عنك. مز 38-9
نعم يارب فقدت صبرى ، تحيرت ، حزنت ، بكيت و صرخت بل و تذمرت و تشككت ...
ظننتك خاصمتنى و حجبت وجهك عنى ، ظننتك بعيدا لا تشعر بأناتى و آهاتى ...
و فى غمرة ألمى و شكى و يأسي تذكرت كيف حفظت دانيال فخرج من جب الأسود و لم يوجد فيه ضرر ...
تعجبت كيف نجيت الفتية الثلاثة و خرجوا من وسط النار و رائحتها لم تأت عليهم بل رأوا ابن الإله و طفروا يشدون مسبحين ...
تعجبت أيضا كيف حفظت بولس فنفض الأفعى إلى النار و لم يتضرر بشئ ردئ ...
تذكرت حنانك حينما رفضت أن تصرف الجموع جائعين و أشبعتنى و أشبعتهم خيرات ...
تذكرت قولك هل قصرت يدي عن الفداء ؟ وهل ليس في قدرة للإنقاذ ؟ اش 50-2
رأيتك تحنو على أرملة نايين و تنظر الى قلبها المكسور و تقول "لا تبكى" و تعيد ابنها للحياة بعد الممات...
سمعتك تشجع يايرس فى أقسي لحظات اليأس قائلا "لا تخف آمن فقط"...
ذاب قلبى و انا أرى ملك الكون يبكى لعازر و يتحمل اللوم و العتاب من القريب و البعيد ...
لمست حنانك و غفرانك و أنت ديان العالم تقول للمرأة الخاطئة "و لا انا أيضا أدينك"
ما أضعف إيمانى و ما أكرم سخاؤك يارب
ما أضيق تفكيرى و ما أبعد أحكامك عن الفحص
ما أغلظ قلبى و ما أعمق غنى حكمتك
فنهاية القصة لا تقارن ببدايتها
فسارة و رفقة و راحيل و حنة و راعوث يشهدن لك يارب
كل هؤلاء إنغلقت الحياه في وجوهن فترات طويلة ....
كل هؤلاء إسودت الدنيا في عيونهن أياما بل سنين طويلة
و لكنك بدلت الحزن بفرح و مرارة النفس بفرحة غامرة
فأنت صانع النهايات السعيدة و مجبر القلوب الكسيرة ...
مر شريط حياتى امام عينى و أدركت أنك تصنع عجائب فى حياتى...
شهدت لك يارب انى قد رأيت الشرير عاتيا ، وارفا مثل شجرة شارقة ناضرة عبر فإذا هو ليس بموجود ، والتمسته فلم يوجد .
رأيتك تكسر الفخ و تنجينى...
فهمت انك تستجيب بطريقة تفوق توقعاتى اكثر جداً مما اطلب او افتكر
أدركت انك تتمجد عندما يكتمل أيمانى و طاعتى و ثقتى فيك
حينئذ أتانى صوتك الحانى معاتبا برقة و حنان "لماذا شككتى يا قليلة الإيمان، ألم أقل لك إن آمنتى سوف ترين مجد الله؟"
فأجيبك من وسط دموعى و انا أذوب خجلا من كثرة ضعف الإيمان " ياربي سامحنى و أعن عدم إيمانى، أنت تعلم أنى أحبك، أنت تعلم كل شيئ"
لتتشدد ولتتشجع قلوبكم يا جميع المنتظرين الرب
.... الرب قريب ...