* قاموس Strog 3956
إنسان. وهذا ضلال وتضليل، لأنّ العبارة في رومية مشتقة من theiotes *، ولا علاقة لها بـ "ملء اللاهوت" التي في كولوسي، بل وتختلف عنها كتابة ولفظا ومعنى. ففي رومية تدل العبارة على الطبيعة الإلهية التي وضعها الله في خلقه، بينما العبارة في كولوسي تشير إلى الألوهية ذاتها التي حلّت في المسيح، انسجاماً مع الإعلان "أنّ الله كان في المسيح مصالحاً العالم لنفسه" (2 كورنثوس 5 : 19 ).
وإن قبلنا جدلا بترجمتهم هل يقبلون هم بما تترتب عليه من معانٍ؟ ترجمتهم تعترف أقله أنّ المسيح اتصف بملء الصفات الإلهية كاملة وليس ببعضها أو بجزء منها، ومن صفات الله، أنه واجب الوجود، أزلي، سرمدي، كلي القدرة، كلي العلم والمعرفة. إن التسليم بحقيقة امتلاك المسيح لملء الصفات الإلهية الكاملة والغير محدودة سواء في قوتها أو في فعلها يرفعه إلى مرتبة واحدة مع الله الآب. إن قبلوا بهذا يكون قولهم "أنّ الابن اقل قدرة من الآب" إجحافا بالابن.
أرادوا أن يجعلوا من اللاهوت مجرد صفات منفصلة عن ذات الله، لكن ترجمتهم لم تأتي بالنتيجة المرجوة، وجهدهم الدؤوب لم ينجح في تغيير الصورة الحقيقية الصريحة، بأنّ الحّال في المسيح ليس صفات اللاهوت وإنما اللاهوت بصفاته، أي الكلمة الذي "صارا جسدا وحل بيننا".