إنّ كلمة "الكل" تعلن المسيح بصفته الخالق الأزلي، الذي لم يأت شيء إلى الوجود إلا به ومن خلاله. فهو قبل كل الأشياء، أصلها وعلة وجودها. ولـمّا كان هذا الحق يتعارض مع فكر شهود يهوه القائل بخلق المسيح، استلــزم الأمر تعديلاً طفيفاً على النص يجعل من المسيح مخلوقا خارج نطاق "الكل"، أي أنه خُلق أولاً ليخلق بعدئذٍ سائر المخلوقات الأخرى. وبدون هذا التعديل لا يمكن تفادي المشكلة، ويكون المسيح الذي خلق "الكل" قد خلق نفسه أيضا.
قالوا في باب التوضيحات على الترجمة العربية للعالم الجديد: "يشير المعقوفان [ ] إلى معلومات تفسيرية زيدت بينهما في النص العربي". [12] أما في ترجمات أخرى للنص كالإنكليزية فقد جاء المعقوفان تتوسطهما كلمة "أخرى" ليوحوا للقارئ أنّ كلمة "كل" لا تعني مطلقا كل الخليقة.* وبهذا أضعفوا عبارة "الكل" لتصير "كل الأشياء [الأخرى]"، مما قد يشير إلى خلق أخر لم يخلقه يسوع، بل يهوه، وهذا الخلق يريدون به يسوع. لكن في ترجمتهم العربية لم يستخدموا المعقوفان [ ]. فجعلوا التوضيح من أصل النص، كما وأبدلوا عبارة "الكل" الأولى بـ "سائر الأشياء" وحذفوا "الكل" الثانية، وتكرر الفعل ذاته في العدد الذي يليه. هذا التلاعب غرضه تثبيت تعليمهم القائل: "قبل أن يصير يسوع بشرا استخدمه يهوه كصانع مبدع في خلق كل الأشياء الأخرى في السماء وعلى الأرض - إنّه الشخص الوحيد المخلوق مباشرة من يهوه. فكل الأشياء الأخرى أتت إلى الوجود بواسطته كعميل الله الرئيسي". [13]
-------------------------------------------------
*