اعتراض: "كيف يمكن أن يكون الشخص عند شخص آخر ويكون هو نفسُه ذلك الشخصَ الآخر في آن واحد؟". [11]
نقول: منطقيا لا يمكن، ولكن الذات الإلهية لا تخضع لنطاق منطقنا، ولو صح ذلك لصارت كل أمور الله تفهم بالعقل وتُفسَّر بالمنطق، ويكون لحكماء هذا الدهر ولفلاسفته القدرة المطلقة على كشف أسرار الطبيعة الإلهية وسبر أغورها. والمثل بحد ذاته فاسد ولا يصح استخدامه في هذا المقام، إذ أننا لا نؤمن أن الله شخص مجرد، بل هو ثلاثة أقانيم، إي الآب هو اقنوم، والابن هو اقنوم، والروح القدس هو اقنوم، والثلاثة معاً هم الذات الإلهية. فالقول، الابن كان عند الله يفيد وجوده في الذات الإلهية مع الآب وروحه، وفي هذا لا غرابة ولا عدم منطقية.
--------------------------------------------------