الإعلان واضح، "كل شيء به كان وبغيره لم يكن شيء مما كان" (يوحنا1: 3)، ومن يفصل الكلمة عن الله ينسب العجز إلى ذات الله وينفي قدرته الذاتية، ويجعل قوله "أنا صنعت الأرض، وخلقت الإنسان عليها" (اشعياء 45: 11) بدون مغزى. ومن يفصل الكلمة عن الله يقر بأن قدرة الله الخالقة مرتبطة بشخص أخر لا ينتمي للذات الإلهية، وهذا الشخص هو الكلمة. لهذا، لا يبقى أمامنا سوى الرضوخ للحق المعلن في السياق، أنّ الكلمة هو الله ذاته وليس شخصاً منفصلاً عنه.
بمنتهى التكلّف يفككون الصورة الحقيقية للكلمة ويشوهون معالمها. و أي تحقير لله اكبر من اعتبار كلمته مجرد مخلوق يحمل رسالة الله للبشر؟! من الظلمة العقلية أن ينظروا كل هذه العلامات تشير إلى حقيقة الكلمة المتجسد ويكابروا ويتفننوا في تأويلها. إنّ المترجم الذي يترجم "كان الكلمة إلها" لا دقة في ترجمته، رغم حرفيتها، كونه يتجاهل معنى الكاتب وفكره الواضح والجلي في السياق والقرينة، وإننا نتحكم للمنطق الذي يقرون به، أن "القرينة يجب أن ترشد المترجم". [10]