العدد 18: theon oudeis eōraken ، وهنا يستعمل يوحنا "ثيوس" بدون تعريف للدلالة على الكيان الإلهي لا على إله نسبي أو زائف أو مجهول الهوية، لذلك ينبغي أن تكون الترجمة "الله لم يراه أحد"، رغم كون "ثيوس" في الأصل نكرة.
من قراءتنا لهذه النصوص لا يساورنا شك البتة، أن يوحنا حين خط في إنجيله "ثيوس" نكرة كان في ذهنه "الله" الوحيد العظيم القدرة. لأن النكرة طبقا للمصطلح المستخدم في بيئته تفيد "الله"، وهذا المصطلح يجب أن يتقدم على حرفية اللغة ولغة الحرف. هذا حق أدركه المترجمين ونقّال الكلمة منذ العصور الأولى للمسيحية.
قالوا: "كانت للغة اليونانية الدارجة أداة تعريف (الـ ) ولكن لم تكن لها أداة تنكير. لذلك عندما لا تأتي أداة التعريف قبل الاسم المسند يمكن أن يكون نكرة، إذ يتوقف ذلك على القرينة". [7]
الرد: تشير قاعدة كولويل إلى أنّ الاسم الواقع عليه فعل الجملة predicate nominative تتقدمه أداة التعريف "الـ" إذا جاء بعد فعله، أما إذا جاء قبل فعله فلا يحتاج إلى "الـ "، أي أنّ استخدامها ممكن ولكنه غير إلزامي، فلا يمتنع تعريفه لمجرد عدم وجود أداة تعريف.* وبناءاً على هذه القاعدة التي هي محط احترام الدارسين، ليس ما يلزم المترجم بنقل "ثيوس" النكرة في يوحنا 1: 1 إلى "إله". لا القاعدة تنص بذلك ولا حتى السياق والقرينة.
وردت "ثيوس" في العهد الجديد مئات المرات بصيغة نكرة، وقد التزم مترجمي "العالم الجديد"، مئات المرات بترجمتها معرفة إلى "الله"، حتى في مجمل الآيات الواردة في الأصحاح الأول من إنجيل يوحنا، إلاّ في الآية الأولى، فهل اختلفت القاعدة؟