في ذات مرة جاء الكتبة والفريسيون إليه وهو في الهيكل بينما كان يعل م الشعب وقدموا إليه امرأة أمسكت في ذات الفعل «زنا». ولما أقاموها في الوسط قالوا له «يا معلم هذه المرأة أمسكت في ذات الفعل وموسى في الناموس أوصانا أن مثل هذه ت رجم. فماذا تقول أنت? قالوا هذا ليجربوه لكي يكون لهم ما يشتكون به عليه» (يوحنا2:8 - 6). لكن المسيح العالم بكل شيء له كل المجد «انحنى إلى أسفل وكان يكتب بإصبعه على الأرض ولما استمروا يسألونه انتصب. وقال لهم: من كان منكم بلا خطية فليرمها أولا بحجر. ثم انحني أيضا إلى أسفل وكان يكتب على الأرض. وأما هم فلما سمعوا وكانت ضمائرهم تبكتهم فخرجوا واحدا فواحدا مبتدئين من الشيوخ إلى الآخرين» (يوحنا6:8 - 9) . لقد كشف لكل واحد خباياه, وخطاياه. فكيف يظلون أمام قداسته ونور عينيه ويقول الكتاب: «بقي يسوع وحده والمرأة» لأنه القدوس المنزه عن الخطأ. ولقد غفر لهذه المرأة لأنه من حقه وحده أن يغفر الخطايا, وفي نفس الأصحاح الذي بكت فيه الجميع وأظهر خباياهم وخطاياهم, تحداهم قائلا «من منكم يبكتني على خطية» (يوحنا46:8) ولم يستطع أحد أن ينطق بكلمة لأنه القدوس الذي بلا شر ولا دنس.
لذلك شهد عنه بيلاطس الوالي الروماني مرارا , وهو يحاكمه قائلا «لست أجد فيه علة واحدة» (يوحنا31:18) وقالت زوجته أيضا له عن هذا القدوس «إياك وذلك البار» (متى 19:27) . وقال عنه أحد اللصين الذي أنار الله قلبه لزميله «أولا أنت تخاف الله إذ أنت تحت هذا الحكم بعينه أما نحن فبعدل لأننا ننال استحقاق ما فعلنا. وأما هذا فلم يفعل شيئا ليس في محله» (لوقا40:23, 41) وقال عنه قائد المئة الذي أشرف على صلبه «بالحقيقة كان هذا الإنسان بارا» (لوقا47:23) .