فهو لم يقل له لا تدعوني صالحا بل قال له لماذا تدعوني صالحا ? وقصد الرب من ذلك أمرين:
الأول: أن يعلن حقيقة شخصه لذلك الشاب.
والثاني: أن يعلن ضعف الإنسان وفشله وعجزه الكامل في عمل الصلاح.
لقد سأله الشاب,أي صلاح أعمل. وهو سؤال يفترض أن في الإنسان قدرة على عمل الصلاح. وهذا غير صحيح «فليس من يعمل صلاحا ليس ولا واحد» (رومية 12:3) ولذلك قال الرب له «ليس أحد صالحا إلا واحد وهو الله». لقد شجب الرب ظن ذلك الشاب في محاولة عمل الصلاح. هذا من ناحية ومن الناحية الأخرى أراد أن يعلن حقيقة شخصه لذلك الشاب. إنك تدعوني صالحا فلماذا تدعوني كذلك. هل هي مجاملة منك لي أم إنه إيمان حقيقي بأني الله. لماذا تدعوني صالحا ?? ليس أحد صالحا إلا واحد وهو الله والرب الذي قال هذا الكلام هنا هو بعينه الذي قال في مناسبة أخرى «أنا هو الراعي الصالح». لقد شهد عن صلاحه, لأنه هو الله.
بل كان يقصد أيضا أن يقول لهذا الشاب أتدعوني صالحا بمقياس الصلاح البشري? أم تدعوني صالحا بمقياس الصلاح الإلهي?. وإذا كنت تقصد أنني صالح بمقياس الصلاح الإلهي فهذا يعني أنني الله. لأنه ليس أحد صالحا إلا واحد وهو الله. فإذا اعترفت بحق صلاحي بالمقياس الإلهي وجب عليك أن تعترف بأنني الله.
نعم إن المسيح هو الصالح, المنزه عن الخطأ لأنه هو الله المتجسد.
نعم هذا هو الشخص العجيب الذي يكشف الخبايا ويظهر ما في القلوب, ويوبخ منه الجميع لكن لا يوبخه أحد لأنه القدوس البار, أما كل البشر فجميعهم أشرار.