الرد:
أولا : إن الآية في صيغتها السابقة تضع المسيح ابن الله في مركز فريد بين خلائقه فهي تتحدث عن:
أ - البشر: في القول «وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بها أحد «أي أحد من البشر».
ب - الملائكة الذين في السماء: في القول فلا يعلم بها ولا الملائكة الذين في السماء.
ج -الابن: في القول فلا يعلم بها ولا... الابن «فلو كان الابن في مستوى البشر وهو مجرد إنسان لكان وضع نفسه مع البشر وما كان انفرد بالقول ولا الابن».
ثانيا : بالرجوع إلى قرينة هذه الآية من نفس الأصحاح, نجد المسيح يقول: «وحينئذ يبصرون ابن الإنسان آتيا في سحاب بقوة كثيرة ومجد, فيرسل حينئذ ملائكته ويجمع مختاريه من الأربع رياح. من أقصاء الأرض إلى أقصاء السماء» (مرقس26:13, 27).
وفي هذه الآية نلاحظ أن الملائكة ملائكة المسيح وأنه هو الآتي بالقوة والمجد الكثير. فكيف إذا لا يعلم المسيح باليوم والساعة?
ثالثا : ولكي يكون الجواب واضحا ينبغي لنا أن نأخذ ولو فكرة بسيطة عن البشائر الأربع وموضوع كل بشارة:
أ - بشارة متى: كتبت لليهود وتتحدث عن المسيح الملك ومفتاحها هو «أين هو المولود. ملك اليهود?» (متى 5:2) .
ب - بشارة مرقس: كتبت للرومان. وتتحدث عن المسيح العبد الخادم ومفتاحها هو «لأن ابن الإنسان لم يأت لي خدم بل لي خدم وليبذل نفسه فدية عن كثيرين» (مرقس45:10) .
ج - بشارة لوقا: كتبت لليونانيين. وتتحدث عن المسيح الإنسان الكامل ومفتاحها هو «إني لا أجد علة في هذا الإنسان» (لوقا4:23) وأيضا «بالحقيقة كان هذا الإنسان بارا» (لوقا47:23) .
د - بشارة يوحنا: ك تبت للمؤمنين وللعالم أجمع. وتتحدث عن المسيح ابن الله ومفتاحها هو «وآيات أخر كثيرة صنع يسوع. أما هذه فقد ك تبت لتؤمنوا أن يسوع هو المسيح ابن الله ولكي تكون لكم إذا آمنتم حياة باسمه» (يوحنا30:20 - 31).