الموضوع: صفاته الإلهية
عرض مشاركة واحدة
قديم 25 - 06 - 2015, 06:37 PM   رقم المشاركة : ( 8 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,313,425

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: صفاته الإلهية

السؤال الثالث:
إن كان المسيح ابن الله هو الله الأزلي, فلماذا قال عن نفسه بصفته الحكمة: «الرب قناني أول طريقه من قبل أعماله منذ القدم» (أم 22:8) أليس المقصود بكلمة قناني هو «صنعني» وبالتالي يكون الابن مخلوقا وله بداية?
الرد: ؟؟؟ (يجب زيادت الجدول)
قبل أن نوضح التفسير الصحيح لهذا النص الكتابي نضع بين يدي القارئ مقارنة بين الحكمة في سفر الأمثال والابن في العهد الجديد.
بالمقارنة بين الحكمة في سفر الأمثال وابن الله في العهد الجديد يتضح لنا أن «الحكمة ليست معني من المعاني أو صفة من الصفات, لكنها هي ذات الله أو «الله الابن» ومما يثبت أن «الحكمة» المذكورة في سفر الأمثال هي «المسيح ذاته» القول: «منذ الأزل مسحت», ومن المعلوم أن الملك إذا مسح صار مسيحا من تاريخ المسحة, ومسحة ربنا يسوع المسيح منذ الأزل بلا تاريخ, لأنها قبل التاريخ قبل كون العالم. ولذلك في (مزمور 2:90) يقول: «من قبل أن تولد الجبال أو أبدأت الأرض والمسكونة منذ الأزل إلى الأبد أنت الله». فمسحة الحكمة الذي هو المسيح أزلية بلا بداية.
وهذا مؤيد للقول «لما ثبت السموات كنت هناك أنا, لما وضع للبحر حده فلا تتعدى المياه تخمه, لما رسم أسس الأرض كنت عنده صانعا . وكنت كل يوم لذته فرحة قدامه» (أم 27:8 - 30).
وهذا ما يجعلنا نقول إنه لا يمكن أن يقول أحد إنه يوجد مخلوق يعمل مع الله في الخلق ويكون مع الله صانعا لأن المخلوق لا يكون قبل الخلق ولا يعمل في الخلق إلا من كان سابقا في بدئه عن الخلق وليس قبل الخلق إلا الخالق. ولا خالق إلا الله الأزلي الموجود منذ الأزل وإلى الأبد.
وعلى هذا القياس فالحكمة الذي هو «ابن الله» هو الكائن الأزلي العامل مع الآب في الخلق والذي كان لذته وفرحه قدامه قبل الخلق.
إن المتكلم الذي يقول «الرب قناني» أو «اقتناني» أول طريقه بدأ حديثه بالكلمات «أنا الحكمة, لي المشورة والرأي, بي تملك الملوك أنا أحب الذين يحبونني عندي الغني والكرامة».
أليست هذه الكلمات خارجة من فم الحكمة الذي هو الله الابن?
وهل في استطاعة مخلوق حتى ولو كان أول الخلائق وأسماها وأعظمها أن يقول العبارات السابقة?
كلا, لكن الله وحده هو الذي في سلطانه هذا, فهو الذي له المشورة والرأي وبه تملك الملوك وهو الذي يحب الذين يحبونه.
وفي الأصحاح الأول «الحكمة تنادى في الخارج ارجعوا عند توبيخي هأنذا أفيض لكم روحي, أعلمكم كلماتي» (أم 20:1 - 26).
فمن ذا الذي له المشورة والرأي? إلا الذي تنبأ عنه إشعياء قائلا : «لأنه يولد لنا ولد ونعطى ابنا وتكون الرياسة على كتفه. ويدعى اسمه عجيبا مشيرا إلها قديرا أبا أبديا رئيس السلام» (إشعياء 6:9) .
ومن هو ذاك الذي يفيض بروحه على الراجعين إليه إلا ذاك الذي قال عنه بطرس «يقول الله ويكون في الأيام الأخيرة أني أسكب من روحي على كل بشر» (أعمال 17:2) .
ثم من جانب ثالث نقول: إن الحكمة تلازم الله ملازمة أزلية, فأزلية الله وأزلية الحكمة لا يفترقان.. ثم نسأل سؤالا لهؤلاء القوم الذين يقولون: (إن الحكمة خلق وله بداية) هل الله كان بلا حكمة قبل أن يخلق الحكمة لنفسه? إن الحكمة تقول في (أم 22:8) «الرب قناني أول طريقه» إن كلمة «قناني» تعني اقتناني لنفسه, وليس صنعني أو أنشأني.
وهنا نرى واضحا شخصين أزليين هما القاني والمقني أو المقتني وهنا نرى وجود الابن مع الآب قبل الخلق أو في الأزل ونلاحظ في العبارة «الرب قناني» إعلانا عن وحدة الابن مع الله لأن الحكمة هي ملك الله الخاص أزليا لا من وقت معين, والملازمة له أزليا .
ولذلك يقول الرسول بولس في (رومية 27:16) «حسب أمر الإله الأزلي لإطاعة الإيمان لله الحكيم وحده بيسوع المسيح له المجد إلى الأبد آمين».
فشخص الابن هو الملازم الذاتي لله الذي لا يفارقه, لذلك قيل عنه «ابنه الذي هو بهاء مجده» (عبرانيين 2:1,3) وأيضا في (زكريا 7:13) يقول الله عنه بخصوص بذله على الصليب بعد تجسده: «استيقظ يا سيف على راعى وعلى رجل رفقتي يقول رب الجنود».
وقول الحكمة الذي هو الابن «الرب قناني أول طريقه» يدل على ما لحكمة الله من أهمية, بحيث إن الله لا يبدأ طريقه أو يعمل أي عمل من أعماله إلا بها. ولذلك يقول في (أم 7:4) «الحكمة هي الرأس»أي رأس أو أول أو بداءة كل طريق لله. ولنلاحظ ما جاء في (مزمور 24:104) يثبت ذلك أكثر فيقول «ما أعظم أعمالك يا رب كلها بحكمة صنعت» وأيضا في (أم 19:3) يقول الحكيم «الرب بالحكمة أسس الأرض, أثبت السموات بالفهم» وهذا عين ما جاء في العهد الجديد في (يوحنا3:1) «كل شيء به كان وبغيره لم يكن شيء مما كان» وفي (عبرانيين 1:1,2) «الله كلمنا في هذه الأيام الأخيرة في ابنه الذي به أيضا عمل العالمين» لذلك قيل عنه ما قيل عن الحكمة أنه الأول (رؤيا 8:2) , البداءة أو الأصل لكل شيء (كولوسي 18:1) , المتقدم في كل شيء (كولوسي 18:1) وبداءة (أصل ومصدر) خليقة الله (رؤيا 14:3) هذا كله معناه أن: الحكمة الأزلية في (أم8) هو الابن الأزلي منشئ ومصدر الخليقة فهو سابق لها لأنه أصل أصولها, لذلك قيل عنه في (كولوسي 13:1 - 17) «ابن محبته الكل به وله قد خ لق الذي هو قبل كل شيء وفيه يقوم الكل» أبعد هذا نقول: إن الحكمة هو ملاك أو رئيس ملائكة قد خلقه الله أول خليقته?
  رد مع اقتباس