6 - الإعلان الصريح في إنجيل يوحنا (1:1 - 2) عن أزليته:
«في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله. هذا كان في البدء عند الله» من الجدير أن نلاحظ في هاتين الآيتين أنه لم يقل: في البدء خلق الكلمة أو في البدء تكو ن الكلمة أو في البدء و جد الكلمة بل يقال: «في البدء كان الكلمة»أي إنه لما وجد البدء كان الكلمة كائنا فهو لم يوجد مع البدء بل يفهم من هذا أنه سابق للبدء, إن كان هناك بدء يقصد به في هذه الآية. والسابق للبدء هو الأول أي أن الكلمة أزلي وليس أزلي إلا الله.
فالكلمة أقنوم الابن هو الله الأزلي, هذا من ناحية. ومن ناحية أخرى يقول عنه «كل شيء به كان وبغيره لم يكن شيء مما كان» فإنه كان هو مصدر كل شيء وخالق كل الأشياء فماذا يعني هذا البدء في (يوحنا 1:1) هو بلا شك بدء لا بدء له أي الأزل. لذلك قيل عن المؤمنين إن الله اختارهم من البدء (2تسالونيكي 13:2) .
وبالتطابق مع القول «اختارنا فيه (أي في الابن) قبل تأسيس العالم» (أفسس4:1) فيكون هنا البدء قبل تأسيس العالم أو الأزل, لذلك قيل عن وجوده السابق لكل شيء. «الذي هو قبل كل شيء» (كولوسي 16:1) مع ملاحظة أن كلمة «العالم» هنا لا تتضمن الجماد والنبات والحيوان والبشر فقط بل والملائكة أيضا . وهذا واضح من قول الرسول بولس عن نفسه مع الرسل «صرنا منظرا للعالم للملائكة والناس» (1كورنثوس9:4) ولذلك يقال عنه «كون العالم به» (يوحنا10:1) وأيضا في (دانيال 9:7) «وجلس القديم الأيام» وفي (تثنية 27:33) «الإله القديم ملجأ والأذرع الأبدية من تحت».
فالأولى تعني الذي لا بدء له. والثانية تعني الدائم أو الأزلي.
كما يجب أن نلاحظ القول «والكلمة كان عند الله» تدل بوضوح على أن الكلمة كان ملازما لله لأنه أحد أقانيم اللاهوت أزليا . وبما أن الله لا بدء له فبالتالي يكون الكلمة لا بدء له حيث إنه ملازم لله, كما إن كلمة «عند» لا يقصد بها المكانية أو الملكية بل يقصد بها الكينونة الأزلية التي لله ولكلمته, لذلك تأتي في اللغة الإنجليزية بمعني (مع) وهي تدل على الارتباط والتوافق.