إن أشياء كثيرة كانت غامضة في العهد القديم وكانت تنتظر مجيء السيد المسيح الذي إذ جاء بدأ "يذيع ألغازاً منذ القدم" (مز 78: 2) كما جاء في (متى 13: 35) حيث يشير إلى ما جاء في المزمور أنه "يفتح بأمثال فمه وينطق بمكتومات منذ تأسيس العالم" بل أنه في ليلة آلامه قال لتلاميذه "إن أموراً كثيرة أيضاً لأقول لكم ولكن لا تستطيعون أن تحتملوا الآن. وأما متى جاء ذاك، روح الحق، يرشدكم إلى جميع الحق لأنه لا يتكلم من نفسه (أي لا يعمل بالاستقلال عن الآب والابن لأنه لا يوجد استقلال بين أقانيم اللاهوت الثلاثة – قارن( يوحنا 5: 19) بل كل ما يسمع يتكلم به ويخبركم بأمور آتية" (يوحنا 16: 12، 13).
وهكذا استطاع بولس الرسول أن يقول للمؤمنين في تسالونيكي في أول رسالة كتبت "فإننا نقول لكم هذا بكلمة الرب أننا نحن الأحياء الباقين إلى مجيء الرب لا نسبق الراقدين ... والأموات في المسيح سيقومون أولاً" (1تس 4: 15، 18). بل ستطاع أن يقول للمؤمنين في كورنثوس: "هوذا سر أقواله لكم (سر لم يعلن قبل ذلك) لا نرقد كلنا ولكننا كلنا نتغير في لحظة في طرفة عين .... (1كو 15: 51 – 58).