الوعي أو الشعور بعد الموت
لن نجد في الكتاب المقدس شيئاً عن رقاد النفس أو نوم النفس. بل كلمة رقاد ورقد هي بالنسبة لجسد المؤمن وهي كلمة لطيفة فيها تعزية للمؤمن أن جسده يرقد على رجاء القيامة من بين الأموات أي على رجاء القيامة في صباح قيامة الأبرار أو القيامة الولى يوم اختطاف الكنيسة وهذا ما يتوقعه المؤمنون الأحياء بين لحظة وأخرى. فنقرأ في (مت 27: 52) كنتيجة لعمل المسيح المجيد نتيجة للفداء بدمه "وقام كثير من أجساد القديسين الراقدين" وأيضاً "رقد استفانوس وحمله رجال أتقياء ودفنوه" أي دفنوا جسده وكذلك "رقد داود وانضم إلى آبائه ورأى فساداً (أي جسده) (أعمال 13: 36).
والقصة المعروفة عن لعازر والغنى (لوقا 16) وغرض الرب من هذه القصة هو رفع الحجاب عن العالم الآخر. وبيت القصيد في هذه القصة هو هذا "انك استوفيت خيراتك في حياتك" والآن "أنت تتعذب" ولا تنسب للغنى أية جريمة سوى فشله فيما يتعلق بمال الظلم. فهو لا يقدر أن يخدم الله والمال. لقد خدم المال لا الله. إن المسكين الذي أهمله حملته الملائكة من عند بابه إلى حضن ابراهيم أما هو فكان يتعذب. وموضوعنا الهام في هذه القصة هي حالة رجل معذب بعد موته مباشرة، قبل القيامة وقبل الدينونة (المحاكمة) وله أخوة على الأرض يمكن أن يكرز لهم. ولعله لا يكون خروجاً عن الموضوع أن نذكر أن هذه القصة توضح كما في سائر كلمة الله أن كل شيء يتقرر في هذه الحياة. في (يو 3: 18) يقول "الذي يؤمن به لا يدان والذي لا يؤمن قد يدين) (already) أي ليس له أن ينتظر لكي يرى فيما بعد هل هو خالص أم هالك. وهذا ما قاله الرب يسوع في (يو 5: 24). الحق الحق أقول لكم إن من يسمع كلامي ويؤمن بالذي أرسلني فله حياة أبدية ولا يأتي إلى دينونة، بل قد انتقل من الموت إلى الحياة". نعم فالمؤمن قد انتقل (إذا كنا نصدق الرب) من الموت إلى الحياة. وليكن الرب صادقاً وكل إنسان كاذباً. فالمؤمن في لحظة إيمانه ينتقل من الموت إلى الحياة لأن الإيمان يكرم المسيح. أما غير المؤمن فلا يكرمه ويزدري بكلامه، ولا يصدق الله حين أرسل المسيح في إرسالية المحبة.