وفي هذهِ المرحلةِ لم يكمل كلام المسيح بعد بأن لا يبقى حجر على حجرِ في الهيكل إلا ينقض فلقد بقي الكثير من الحجارةِ على بعضها فيما تبقى من الجدرانِ وأساساتِ الهيكلِ ولكي يَكمل كلام المسيح بالكمالِ والتمامِ نسير مع التاريخِ ونسمع ونرى:
إن امبراطور روما يوليانس فلافيوس كلوديوس والذي كان مسيحياَ ثم إرتَدَ عن الدين المسيحي أراد أن يثبِتَ إن كلام المسيح بخصوصِ الهيكلِ خطأ ولإثباتِ ذلك أصدرَ أمراَ بإعادةِ بِناءِ الهيكلِ وكان ذلك سنة (361) م. فإستدعى اليهود ليعيدوا بناء الهيكلِ من جديدِ وأعطاهم المال اللازم والمواد اللازمة للبناءِ, ولكنهم عندما أرادوا البناء وجدوا إن الحوائطَ بالية بسبَبِ الحرقِ ومرور الزمنِ فعمدوا إلى إزالةِ ما تبقى من حوائطِ الهيكلِ وهنا وجدوا إن الاساسات قد بليت وأصابها التلف فهدموها هي الأخرى ولما لم يبقى حجر على حجرِ حتى في أساساتِ الهيكلِ كما قال السيد المسيح إبتدأوا بالبناءِ ولكن نيران هائلة خرجت من الارضِ وصلبان حمر ظهرت على ملابس العمال فخاف اليهود وإضطر الملك أن يترك البنيانَ بعد أن أتَم كلام المسيح بالكامل وقلع آخر حجرِ في هيكلِ زربابلِ ومات سنة (363) م. هذا وتقول المصادر الاسلامية ودائرة المعارف البريطانية إن الحرائق الهائلة التي حصلت في الاخشاب التي تم تجهيزها لغرضِ البناء هي التي دفعت اليهود للإعتقادِ بأنها ضربة ربانية فخافوا وتركوا البناءَ وما يهمنا من الامرِ هنا هو إنه لم يبقى حجر على حجرِ في هيكلِ زربابل إلا ونقِضَ إتماماَ لكلامِ المسيح بالتمامِ والكمالِ, هذا وقد أصبح المكان بعد ذلك مكان لرمي الزبالةِ والاوساخِ وكما قالَ السيد المسيح بالضبطِ " ها إن بيتكم يترك لكم خراباَ ":