(5) أسرة أور الثالثة (2060 – 1950ق.م): وكان منها خمسة ملوك: أورنامو، شولحي، أمار – سِن، شو – سِن، وإبي – سِن. وواضح أنه في منتصف عهدهم بدأوا في إطلاق أسماء أكادية على أبنائهم، لأن الأسماء الثلاثة الأخيرة أسماء أكادية. ويشتهر الآن "أور – نامو" بالقوانين التي سنها، ولعله كان معاصرًا لإبراهيم. وبداية من "أور – نامو" الذي استولى على معظم البلاد، بدأ ملوك أور يطلقون على أنفسهم "ملك أرض سومر وأكد". وفي ذلك العهد تركزت الشؤون الاقتصادية في يد الملك. وكان من أعظم إنجازات ذلك العهد المباني العظيمة التي مازال بعضها قائما مثل "الزاجورات" (وهو برج مدرج، يعلوه معبد فوق القمة) الذي بدأ بناءه "أور – نامو". وقد اكتشف الكثير من النصوص الاقتصادية التي ترجع إلى ذلك العهد.
ومن أعظم الحكام السومريين، "جودا" حاكم لاجاش، الذي يمكن أن حكمه (نائبا للملك ؟) كان في بداية حكم أسرة أور الثالثة، وقد ترك عددًا كبيرا من النقوش والتماثيل، وجميعها من حجر الديوريت الاسود الصلد.
وقد شهدت السنوات القليلة الأخيرة من حكم "إبي – سِن" بزوغ عصر جديد، حتى أصبح حكمه قاصرا على أور، وأخيرا فقد عرشه، وأُخذ أسيرًا إلى "سوسه" في عيلام، وقد دمر العيلاميون "أور" تدميرًا تامًا (ويبدو أن الغيلاميين كانوا القوى الأجنبية التي قضت على الأسرة الأكادية قبل استيلاء الجوتيين على الحكم). وقد انضم إلى العيلاميين في القضاء على "أور" شعب غير معروف، ويطلق عليه اسم "سوا".
وتظهر في ذلك العصر أسماء سامية غربية. وكان الناس الذين يحملون هذه الأسماء – في حقيقتهم – أموريين (ويطلق عليهم في السومرية "مارتو" وفي الأكادية "أمورو") وكانوا يتكلمون إحدى اللغات الكنعانية القريبة من الفينيقية والأوغاريتية والعبرية.