حياته الأخيرة ونياحته
+ أخبر عنه دانيال تلميذه فقال:
كان كاملا في الشيخوخة وصحيح الجسم مبتسماً. وكانت لحيته تصل الي بطنه. وكان طويل القامة، لكنه انحني أخيراً من الشيخوخة وبلغ من العمر سبعا أو خمسا وتسعين سنة. أربعون سنة منها حتي خروجه من بلاط الملك. وباقيها في الرهبنة والوحدة. وكان رجلا صالحاً مملوءاً من الروح القدس والايمان. وقد ترك لي ثوباً من الجلد وقميصاً من الشعر من ليف وبهذه الأشياء كنت انا الغير المستحق أتبارك.
وقال تلميذه أيضاً عنه:
أنه لما قربت أيامه أوصي قائلاً
لا تهمتوا بأن تعملوا تذكاراً لي ولكن قدموا قرباناً فقط.. وكان يقول دائماً: اذا كنت فعلت شيئاً في حياتي يستحق الذكري فسوف أجده. + ولما قرب وقت نياحته دعا تلاميذه وعزاهم ووعظهم وقال لهم
اعلموا أن زماني قد قرب فلا تهتموا بشئ سوي خلاص نفوسكم ولا تنزعجوا بالنحيب علي.) وكان البار يتكلم بهذا ودموعه تنهمر من عينيه فقالوا له
يا أبانا. أتفزع أنت أيضاً؟!. أجابهم قائلاً
ان فزع هذه الساعة ملازم لي منذ جئت الي الرهبنة). وقال أيضاً
هأنذا واقف معكم أمام منبر المسيح المهاب، فاذا جاءت الساعة رجائي ألا تعطوا جسدي لأحد من الناس). فقالوا له: فماذا نصنع لأننا لا نعرف كيف نكفنه؟ فقال لهم الشيخ
أما تعرفون كيف تربطون رجلي بحبل وتجروني الي الجبل لتنتفع به الوحوش والطيور)- وكان الشيخ يقول لنفسه دائماً: (أرساني أرساني تأمل فيما خرجت لأجله)