آدم وحواء فى العهد القديم:
يركز الأصحاح الأول على الله وأعماله في الخليقة، ثم تأتي خليقة الإنسان في العدد السادس والعشرين وما بعده كتتويج لعملية الخلق، رغم أن بعض الحيوانات قد خلقت في نفس اليوم الذي خلق فيه الإنسان. ولا يرد ذكر للذكر والأنثى إلا في خلقة الإنسان (عدد 27) ، وهذا دليل على أن الله خلق زوجاً واحداً من البشر، وقد خُلق الإنسان على صورة الله (26 و 27) وأعطي سلطاناً على كل المخلوقات علـى الأرض (28 – 30).
وتذكر خلقة الإنسان بكل دقة وتفصيل في سفر التكوين، فهـو ليس إله، ولم يأخذ شيئاً مادياً من الكائنات الأسمى أو من أي كائن سماوي. كما أنه منفصل ومتميز تماماً عن كل صور الخليقة الأخرى، فهو الكائن الوحيد الذي “نفخ الله فيه نسمة حيـاة” (تك 2: 7). ونقرأ عقب كل مرحلة من مراحل الخلق هذه العبارة: “ورأى الله ذلك أنه حسن” (تك 1: 10 و 12 و 18 و 21 و 25) ، أما بعد خلق الإنسان فنقرأ: “ورأى الله كل ما عمله فإذا هو حسن جداً” (1: 31). وفي ذلك إشارة الى أن خلق الإنسان هو ذروة الخلق وغايته، فالإنسان هو المخلوق الذي يقف على الخط الفاصل بين الله وبين سائر الخليقة، فهو من تراب الأرض ولكنه خلق على صورة الله وأعطى سلطاناً على كل الأرض.
أما الأصحاح الثاني من التكوين، فهو ليس قصة أخرى للخلق، ولكنه إبراز لبعض النقاط التي تركز على الإنسان. وهو شديد الارتباط بالأصحاح الثالث، فهو بمثابة مقدمة له.