نام يونان, لم يهتم بمشيئة الله وأمره, ولم يهتم بنينوى وهلاكها أو خلاصها, ولم يهتم بأهل السفينة وما تجره عليهم خطيئته… لكنه تمركز حول ذاته, وشعر أنه حافظ علي كرامته فنام نوما ثقيلا…
هذا النوم الثقيل كان يحتاج إلي إجراء حاسم من الله ينقذ به ركاب السفينة جسديا وروحيا, وينفذ مشيئته من جهة نينوى وخلاصها, وينقذ نفس هذا النبي الهارب, ويعلمه الطاعة والحكمة. مستبقيا إياه في خدمته بطول أناة عجيبة, علي الرغم من كل أخطائه ومخالفته…
وهكذا استخدم الله خليقته الغير عاقلة من جماد وحيوانات ( الموج, الرياح, البحر والحوت ) ليبكت خليقته العاقلة (الإنسان).
أمر الله الرياح, فهاج البحر, وهاجت أمواجه, وصدمت السفينة حتى كادت تنقلب. وتصرف ركاب السفينة بحكمة وحرص شديدين… وبذلوا كل جهدهم, صلوا كل واحد إلي إلهه وطرحوا الأمتعة التي في السفينة إلى البحر ليخففوا عنهم. الوحيد الذي لم يذكر الكتاب أنه صلي كباقي البحارة, كان يونان. وحتى بعد أن نبهه أو وبخه رئيس النوتية, لم يلجأ إلي الصلاة. كأن عناده أكبر من الخطر المحيط به . وعندما ألقوا قرعا ليعرفوا بسبب من كانت تلك البلية, أصابت القرعة يونان.