2176 - لعلك لاحظت كيف يمكن لشيء ٍ مثل المال ان يزرع خصومة ً بين المؤمنين بسهولة ، لكن لا ينبغي ان يكون الأمر هكذا لهذا سوف نبين كيف ان طريقة تعاملنا مع المال تعكس نضجنا الروحي . وهذا لا يعني ان الاشخاص الذين يعيشون في فقر ٍ مادي يعانون افلاسا ً روحيا ً . ففي ضوء مبادئ الاقتصاد الالهي فإن الله صاحب الجلال لا يهتم بما لديك بقدر ِ ما يهتم بطريقة استخدامك له
" فَمَتَى صَنَعْتَ صَدَقَةً فَلاَ تُصَوِّتْ قُدَّامَكَ بِالْبُوقِ، كَمَا يَفْعَلُ الْمُرَاؤُونَ فِي الْمَجَامِعِ وَفِي الأَزِقَّةِ، لِكَيْ يُمَجَّدُوا مِنَ النَّاسِ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُمْ قَدِ اسْتَوْفَوْا أَجْرَهُمْ " ( متى 6 : 2 )
فعلى سبيل المثال : اذا اعلن راعي كنيستك عن وجود حاجة ٍ مالية ما في الكنيسة ، فوقف احد الاشخاص وقدم مبلغا ً كبيرا ً من المال أمام الجميع ونال الاعجاب والتقدير من الناس فقد استوفى اجره ُ منهم . فقد صار الجميع يعرفون كرمه ُ وسخائه ُ وحب العطاء لديه . وإن كان هناك خدام ٌ للرب يشجعون الناس على العطاء بهذه الطريقة الاستعراضية فإن لوما ً كبيرا ً يقع عليهم لانهم يحرمون هؤلاء الاشخاص من المكافئات السماوية . فإن كان الناس لا يعرفون الحق ويتصرفون بجهالة فينبغي لخدام الرب ان يعلّموهم ما تقوله كلمة الرب بهذا الخصوص . فالله القدير يوصينا بأن لا نصنع صدقاتنا امام الناس لئلا نضيّع المكافئات التي اعدها لنا . ونقرأ في انجيل متى 6 : 3
" وَأَمَّا أَنْتَ فَمَتَى صَنَعْتَ صَدَقَةً فَلاَ تُعَرِّفْ شِمَالَكَ مَا تَفْعَلُ يَمِينُكَ "
اذن فالرب يقول لك : أعط ِ دون ان تذيع الخبر على الملأ . ويكمل السيد المسيح في متى 6 : 4
" لِكَيْ تَكُونَ صَدَقَتُكَ فِي الْخَفَاءِ. فَأَبُوكَ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ هُوَ يُجَازِيكَ عَلاَنِيَةً. "
فعندما نعطي يجب علينا ان نتجنب التباهي بذلك . ويخبرنا الرسول بولس في رسالته ِ الثانية الى اهل كورنثوس 9 : 7
" كُلُّ وَاحِدٍ كَمَا يَنْوِي بِقَلْبِه ِ، لَيْسَ عَنْ حُزْنٍ أَوِ اضْطِرَار ٍ."
فلا يجدر بنا ان نعطي الله المنعم عن اضطرار ٍ لأنه لا يرضى بذلك . فعندما نعطي عن اضطرار ٍ من المؤكد ان قلوبنا ستكون حزينة ً جدا ً . لهذا يجب علينا ان نعرف ان الرب الأله لا يقدّر اي شيء ٍ نقدمه له عن اضطرارٍ أو حزن . فمن الافضل ان لا نعطي على ان نعطي بهذه الطريقة . ومن الافضل ان يظن الناس انك بخيل ٌ او اناني على ان تعطي الله المنعم عن حزن ٍ أو اضطرار .
فالرسول بولس يقول لنا :
" كُلُّ وَاحِدٍ كَمَا يَنْوِي بِقَلْبِهِ ، لَيْسَ عَنْ حُزْنٍ أَوِ اضْطِرَارٍ. لأَنَّ الْمُعْطِيَ الْمَسْرُورَ يُحِبُّهُ اللهُ "
لذلك اعطي الله العلي كل ما يمكنك ان تعطيه بسرور ، أما اذا اردت ان تعطي وانت غير مسرور فمن الافضل ان تحتفظ بما لديك لأن الله تبارك اسمه لا يريده ولا يحتاج اليه . وهذا يعني ان العطاء هو أمر ٌ شخصي ٌ بينك وبين الله العلي ، وهو ايضا ً شيء ٌ نقوم به لا بدافع الرغبة في الحصول على المديح والثناء من الناس ولا بدافع رؤية نظرات الاعجاب في عيون الآخرين بل بدافع محبتنا لله الحي . وباختصار ٍ شديد : لنعطي ببساطة قلب ٍ وبسرور وليس بدافع التباهي امام الآخرين بل بدافع محبتنا للرب .