نتعلّم من ايوب أن ما نجتازه في هذا العالم من ضيق وألم وسحق للذات، سيجمع لنا أمجاداً أبدية تشبع قلوبنا الى الابد (اي ٤٢: ١٦، ١٧ – ٢ كو ٤: ١٧) مع ان الرب سيفتقدنا عند الضيق، ويعوّض لنا كل السنين التي أكلها الجراد" (يوئيل ٢: ٢٥) (الضيقات ومعاملات الله) وضاعت كأنها سدى..
لنذكر أننا تراب وأننا بلا قيمة لولا نعمة الله التي افتقدنا ورفعتنا الى الامجاد، لنبقي وجوهنا في التراب بانكسار، وقلوبنا في الامجاد قريبة من الرب وعيوننا مثبّتة على الفادي الرب وحده.. وكجماعة ايضاً، ستبقى يد الرب ممدودة علينا والضغط من كل جانب (اشعيا ٥: ٢٥ – ٩: ١٢ ١٧، ١٠: ٤، عاموس ٤: ٦) حتى نكفّ كليّاً عن الانسان ويوضع تشامخ الانسان وتُخفَض رِفعة الناس ويسمو الرب وحده (اش ٢: ١٢، ١٧، ٢٢). إن يد الرب على كل بارّ في عينَي نفسه وعلى كل متعظّم القلب ليذلله، كفرد وكجماعة، كمؤمن وغير مؤمن.. حتى يعلم الجميع ان الرب هو وحده صاحب السلطان، وبالنعمة يقبل البشر، ولا فضل لبشر مهما كان او فعل ... بَطُلَ الافتخار!. واذا كان الله لم يشفق على ابنه الحبيب، فهل يشفق على انسان يفتخر امامه؟!.اذا آمنا فليس لنا فضل، لانه ليس من اعمال كيلا يفتخر احد والايمان هو عطية الله، واذا خدمنا فليس لنا فضل، لاننا لا ننفع لشيء (لو ١٧: ٩، ١٠) وقد صرّح بولس وقال "ويل لي، إن كنت لا أبشّر" ( ١كو٩: ٦). ان الرب ليس مديون لأحد، وهو غير ملزم أن يجيب عن تساؤلات الانسان، ولا حاجة أن يفهم الانسان لكي يؤمن، بل الانسان ينفع نفسه اذا آمن. ويكتب الرسول بولس قائلاً : " لكي لا ينتفخ أحد لاجل الواحد على الاخر.. لانه مَن يميّزك؟، وأيّ شيء لك لم تأخذه؟ وان كنت قد اخذت، فلماذا تفتخر كأنك لم تأخذ؟. انّكم قد استغنيتم. فسأعرف ليس كلام الذين انتفخوا بل قوتهم" (١ كو ٤: ٦).