إن الرب يعرف أن فينا شوكة، هي الذات، الأنا، او الإرادة الذاتية وهي سبب تعبنا وحزننا وابتعاد قلوبنا عن الرب وجهلنا به.. مهم أن تكون مبرّراً تعمل الصلاح لكن الأهمّ هو أن تكون قريباً من الرب قد تعرّفت على قلبه العظيم الحنّان... هل يتركنا الرب معذّبين بسبب الذات؟. إن الذّات كالأوساخ في الذهب، وكالصخرة في الوادي الجاري والغشاوة في العين والقيود في الرجلين.... لنَخضع تحت يده ولا نقاوم عمله، لنهدأ ونثق أنه يعرف ما يفعل، وهو يرى النهاية قبل البداية... لماذا تثق بالطبيب، فتغمض عينيك وتهدأ، واثقاً أنه يعرف ما يفعل ويريد فائدتك، بينما الطبيب العظيم المُحب الذي مات لأجلك وأُهين بسببك، فلا تهدأ بين يديه بل تفتح عينيك فتجولان قلقاً؟!. لنسلّم ذواتنا ليديه المثقوبتين. لنفرح بالضيق، لنكن ذبيحة بين يديه فنحيا. اذا كنا نتوق أن نرى الرب في حياتنا ويعلن ذاته لنا ونتمتّع بالشركة معه، فهو يتوق أكثر.. لكن هنالك طريق واحد يؤدي الى ذلك... "إن لم تقع حبة الحنطة في الارض وتمت فهي تبقى وحدها.. ولكن إن ماتت تأتي بثمر كثير" (يو١٢: ٢١، ٢٤). انها طريق التنازل عن الارادة الذاتية، سقوط الذات ودفنها وإخفاءها كلياً وسحقها بعوامل الطبيعة فتكون مثمرة، ولا يجعلنا نقبل ذلك برضى الا يسوع الذي وهو الله نزل ومات ودُفن وأخلى نفسه وكأنه انتهى، لكنه قام واتى بثمر كثير....