ولكن أليسَ ظُلماً أن تتحوّل المعركة بين الشيطان والله الى داخل حياة أيوب!؟، أ ليسَ ظُلماً أن يكون أيوب المتّقي الله، ضحية أفكار الشرير؟، وكيف يسمح الله المُحب بذالك؟ لماذا لا يمنع الله المصائب ولا يرفض شكوى العدو ويدافع عن عبده البار؟، لماذا تقاسي الابرار وتعاني بينما تزهو الاشرار وتزدهر؟..
إن الله ليس ظالماً ولا مُجحفاً وليس عاجزاً بل هو قدير ومُحبّ لأولاده وعادل وحكيم، فيسمع شكوى الشرير على عبيده ويرفضها ويدافع عنهم ولا يتخلّى عنهم، لكنّ الله رأى أيوب رغم تقواه وبرّه وحيَدانه عن الشر، رآه بارّاًَ في عينيّ نفسه ومملوءاً ومشبَعاً بذاته ومتشبّثاً بصلاحه هو ظاناً أن الله مثله، مما أبعده عن الله. فقلبه كان بعيداً عن الرب بسبب إنشغاله بذاته، لذلك أراد الرب أن يُخرِج من الجافي حلاوة، وقصد رغم خُبث ابليس، أن يَخرج أيوب أكثر قرباً لله... وسيُزكّي أيوب أكثر أمام الجميع...