ما العجيب اذا كان الذي ينجح بالحياة ويتمتّع بالصحة والثروة، أن يؤمن بك ويتّقيك!. انزع منه هذه، فيجدّف عليك في وجهك"..
وظنّ الشيطان أن الله العادل البار سيجيب على هذه القضية وظنّ الخصم أنّه سينجح في استغلال عدل الله ليضرب عبيد الرب. واعتقد أنه إن جرّد ايوب من أملاكه وجاهه، سيجعله ذلك حتماً يرفض الله ولا يؤمن به، وادّعى ان الانسان يؤمن بالله عندما يكون عنده كل شيء واتّهم الله ان ايمان البشر به ليس حقيقياً ولا أصيلاً..
وهنا أراد الله أن يُسكت العدوّ والخصم لا بإبادته بنفخة فمه بل بالاقناع والبرهان العملي. وأعطت شكوى ابليس الله المجال ليُثبت أن ايوب بالذات وأن أيّ إنسان آخر يمكن أن يؤمن بالله ويتّقيه حتى ولو جُرّد من الاملاك والبيت والصحة ولم يبقَ له شيء!.. وكأن الله يقول "سأُثبِت لك ايها الشرير وسترى أن الانسان يؤمن بي حتى ولو نزعتَ منه كل سند، وهاك أمثلة: ايوب، الانسان يسوع وبولس وداود ويوسف ودانيال وآخرون كثيرون. ونتساءل مندهشين، كيف يقبل الله القدير أن يحتمل الشيطان ويصغي الى شكواه؟!!.
ما أعجب رحمة الله وعدله واستقامة أفكاره!...