[بنتك يايسوع]

جلست معه لأول مرة عشرة ساعات متواصلة .
وإذا لم ينته الحديث ويفرغ ، فقد أرجأناه لليوم التالي ..


وجلست معه في اليوم الثاني ثمان ساعات آخر ، ونحن نتحدث في موضوع هام هو الإيمان المسيحي الذي قرر أن يغادره ، ليرتمي في أحضان إيمان آخر .


وإذ لم أوفق معه
أحلته الي حبر جليل مشهور بالحكمة مشهود له بالحنكه .


فجلس معه جلسته الروحية الهادئة ، إلا أن إصراراً صدر من هذا الشاب ، نتج عن اقتناع بما ينوي عمله .
فقد كان أرضاً خصبة لزارع زوان مدة طويلة ، وكيف لنا اجتثاث كل هذا الذي غرس علي مدي سنوات في ساعات


قال له نيافته :
يا ابني أنا بكده أصبحت بريئاً من دمك .
وأشكرك انك أعطيتنا هذه الفرصة حتي تبرئنا أمام الله حين نقف أمامه في يوم الدين يسألنا عنك ، وسواء أكنت مسيحياً أم صرت غير مسيحي ، فنحن لازلنا وسنظل فاتحي الأبواب علي مصارعيها أمام وجهك .
وكل احتياجاتك تعال وخذها مني أنا شخصياً غير خاجل من شئ ولا مُحرج من شئ .


فالكنيسة أمك
وأنا أبوك


وأتمني لك كل خير ، ويوم أن تعود إلينا وإلي مسيحك سنفرح بك وستفرح بك السماء .
وودع الإبن صدر أبيه وخرج ليكمل ما نوي ويتمم ما بدي .

وإذ برجل فلاج قوي البنية ، مفتول العضلات ، عريض المنكبين ، صحيح البدن ، يستأذن نيافته قائلاً :

إعطني حلاً ، وأنا أخلص لك عليه .


ففتح نيافته فاه وعلمنا قائلاً :
* دي حلول بشرية ، احنا بكده مش هانسيب فرصة لربنا يعمل فيه .
* أنت لو خلصت عليه هاتروح جهنم لأنك قاتل .
* مانعالجش الغلط بغلط .
* ولو أنت عملت كده ، تبقي قفلت باب التوبة أمامه ، فلو أنه أراد الرجوع للإيمان ، لما استطاع .
* وبكده يبقي ذنبه عليك ، لأنك أمته بعيداً عن الإيمان ، وفي لحظة ضعف وجحود .
* أنا واثق أن ربنا هايعمل فيه ويعود إلينا ، لأنه كان شماس قبل كده ولبس التونية ، وبركة القداسات اللي صلاها والتونية اللي لبسها هاترجعه .


وتحقق هذا الكلام
الذي ربما كان نبوءة أم أمنية
وعاد هذا الإبن الي الحظيرة بقوة أعظم ..
وآثر أن توكل اليه الكنيسة مهمة خدمة حالات الإرتداد ، فهو أكبر من عاناها وأكثر من يعنيها .

الرب يحفظنا دايماً في حظيرة مرعاه
ويحوطنا دايماً برسله المملوءين حكمة