(يوحنا5: 8-9).
بحق كان هذا عملاً عظيمًا مُدهِشـًا؛ أن رجلاً بمثل هذه الحال يُشفى بهذه السرعة. ولكن ما أثار دهشتي أكثر هو ردود الأفعال بعد هذه المعجزة العظيمة، فلقد دهشت من أمرين وهما:
-1-
رد فعل المرضى
فالمرضى كثيرون يرقدون حول البركة، والكل يتوقع تحريك الماء لينالوا الشفاء، ولكن للأسف بعد أن رأوا هذه المعجزة لم يتحرك لهم ساكن، ولم يطلب أحدهم من الرب أن يشفيه، بل ما زال الكل منتظرًا ظهور الملاك. وهؤلاء صورة لقطاع كبير من الناس، يعرفون جيدًا أنَّ الراحة الحقيقية في شخص المسيح، ومع ذلك يلجأون إلى مصادر أخرى. ينطبق عليهم ما قاله إرميا عن الشعب قديمًا:
«تَرَكُونِي أَنَا يَنْبُوعَ الْمِيَاهِ الْحَيَّةِ، لِيَنْقُرُوا لأَنْفُسِهِمْ أَبْآرًا، أَبْآرًا مُشَقَّقَةً لاَ تَضْبُطُ مَاءً»
(إرميا2: 13).
فبحق، عجبًا من أناس يعرفون جيدًا من هو الرب يسوع، ولكن مع ذلك يُفَضِّلون ألم المعاناة في البعد عنه على الراحة الحقيقية في القرب منه!!
-2-
رد فعل اليهود
كان اليهود يحقدون على الرب يسوع المسيح، ويحاولون أن يصطادوه بكلمة؛ فلم يستطيعوا. ولكن هذه المرة اعترضوا على الرجل وسألوه:
«“مَنْ هُوَ الإِنْسَانُ الَّذِي قَالَ لَكَ:
احْمِلْ سَرِيرَكَ وَامْشِ؟”.
وَلِهذَا كَانَ الْيَهُودُ يَطْرُدُونَ يَسُوعَ، وَيَطْلُبُونَ أَنْ يَقْتُلُوهُ، لأَنَّهُ عَمِلَ هذَا فِي سَبْتٍ»
(يوحنا5: 12 و 16).
وهنا يظهر شرَّ اليهود في مقاومتهم للرب يسوع، ليس حفاظًا على السبت، ولكن لأن الرب دائمًا كان يكشف زيفهم وكذبهم وعبادتهم الشكلية التي يبغون من ورائها مكسبًا ماديًّا، كما كشفه الرب في عيد الفصح قبل ذلك عندما طردهم من الهيكل قائلاً:
«لاَ تَجْعَلُوا بَيْتَ أَبِي بَيْتَ تِجَارَةٍ!»
(يوحنا2: 16).
وهذا هو طابع اليهود الذين كانوا دائمًا يستغِلّون الأمور الدينية للمكاسب الماديّة. ولا يُستبعد أنهم استَغَلّوا موضوع تحريك الملاك لمياه البركة استغلالاً ماديًا وتجاريًا. ولكن عندما جاء المسيح وشفى أصعب حالة مرضية كانت موجودة، جعل هذا يُهَدِّد نشاطهم التجاري، فلا بد من المقاومة. كما حدث بعد ذلك مع بولس عندما ذهب للكرازة في أفسس فقاومه ديمتريوس الصائغ ومن معه.
عزيزي القارئ..
يا من تعاني من هموم ومشاكل كثيرة ومزمنة، تعال للرب يسوع المسيح الطبيب العظيم الذي يداوي كل أمراضك المزمنة والحادة والمستعصية، وأصعب مرض عانت منه البشرية كلها ولا زالت تعاني منه، هو مرض الخطية، فإذا كنتَ تعاني من مرض الخطية فلا أمل في الشفاء إلاّ على يدي هذا الطبيب العظيم. فاقبِل إليه الآن.
* * * * *
أشكرك أحبك كثيراً ...
الرب يسوع يحبك .. وهوّ قريب لمن يدعوه ...
فتعال هو ينتظرك ..
* * *
لك القوة والمجد والبركه والعزة الى الابد امين.