اغلق باب حجرته ليلا و نام و لم يخرج مبكرا كعادته .... فتح والده الباب فوجده معلقا من عنقه من حبل مدلى من السقف .
عثر الاب على خطاب يعتذر فيه الابن عن انتحاره و يوصى بثروته لشقيقته الصغرى و يقول انه اقدم على الانتحار و هو فى كامل قواه العقليه لعدم امكانه من تحقيق النجاح فى الاعمال التجارية بالمقارنة بزملائه .... الامر الذى اصابه باحباط شديد – تحول الى اكتئاب و انتهى به الى الانتحار بالرغم من انه شاب ميسور الحال و من عائلة كريمة .
نشرت الصحف هذه الحادثة المأساوية التى كانت مصدر تعجب الكثيرين .
العامل الثرى
على النقيض من هذا – كان احد اثرياء الستينات يعيش فى قصر و يعمل فى خدمته الكثير من العمال .
و فى احد الايام سمع الثرى احد العمال يغنى قائلا : " ابى غنى بقصوره و مخازنه مملوءة ذهبا و فضة . اننى بالحق ابن الملك العظيم ، حقا من هو اسعد و اغنى منى ؟ " فناداه الثرى و ساله : " لماذا تغنى بكلمات بلا معنى ؟ " فاجابه العامل : " ما اقوله ليس بلا معنى يا سيدى .... الله هو ابى و يعطينى الكثير .... مالى قليل لكنه يكفينى انا و اسرتى .... ناكل قليلا و لكن بفرح و نشكر الرب كل حين على عطاياه فلماذا لا اغنى لالهى الغنى ؟؟!! " .
اخوتى
حقا ما اعظم الفارق بين القصتين فالاول شاب ثرى قارن نفسه بالاخرين و لم يقتنع بما لديه فشعر بانه اقل من اصدقائه فانتحر ..... اما الثانى فلم يقارن نفسه بالاخرين لانه يشعر بقناعة شديدة ..... و قادته تلك القناعة الى السعادة الحقيقية و حياة الشكر الدائم فلم يشعر بانه اقل من غيره بل شعر انه افضل منهم لانه ابن الملك العظيم .
" من اجل ذلك نحن ايضل نشكر الله بلا انقطاع " ( ا تس 2 : 13 ) .