بالامس القريب طالعتنا الصفح بخبر عن جريمة بشعة قتلت فيها سيدة و اطفالها الصغار على يد ثلاثة من الاثمة ..... الذين لم تأخذهم شفقة و لا رحمة بهؤلاء الاطفال الابرياء بل تمادوا فى وحشيتهم فقيدوهم و ذبحوهم رغم توسلات الام التى لا حول لها و لا قوة ..... كل هذا من اجل سرقة بعض متعلقات هذه السيدة البائسة .
لقد حاول هؤلاء القتلة اخفاء فعلتهم الشنعاء ، و لكن هناك العين التى تخترق استار الظلام ..... فسرعان ما انكشفت هذه الجريمة و تم القبض عليهم و حكم عليهم بالاعدام ..... و هاهم الان ينتظرون جزائهم على ما اقترفته ايديهم .
سارقة الملكوت
اما قصتنا الثانية فحدثت فى موسكو عام 1917 عندما انطلق الشيوعيين يطاردون كل اعوان القصير ..... فقتلوا احد الضباط بينما هربت ارملته و معها ولديها الصغيرين و اختبأت فى اطراف المدينة .
و فى احد الايام جاءت اليها فتاة لتحذرها بان الشيوعيين قد عرفوا مكانها .
فتسالت الام " كيف استطيع الهرب و معى طفلان صغيران ؟ ... لابد انهم سيلحقون بنا و يقتلونا " ..... فاجابتها الفتاة بهدوء " لن يبحثوا عنك لاننى سابقى بدلا منك ..... اذهبى انت لاجل اولادك " .
و هربت الام و ولداها بينما استشهدت الفتاة مضحية بحياتها ..... و متشبهة بمخلصنا الذى بذل ذاته فداء عنا .
اخوتى
كل ما يفعله الانسان لابد و ان يكون وراءه دافعا للقيام به .... فهؤلاء الجناه جاءوا للسرقة .... فقتلوا الابرياء و لم يرحموا حتى الاطفال و تم القبض عليهم و ينتظرون حكم الموت اما هذه الشهيدة فجاءت ايضا للسرقة ..... لكنها لم تسرق شيئا ثمينا فحسب بل سرقت اثمن الاشياء على الاطلاق ..... سرقت ملكوت السموات !!!
" اذ ذاك وضع نفسه لاجلنا فنحن ينبغى لنا ان نضع نفوسنا لاجل الاخوة " ( 1يو 3 : 16 ).