البجعة والصليب
تتغذى البجعة على أشياء كثيرة من بينها الأفاعى.. لهذا السبب يُعد دمها ترياقاً مذهلاً ضد السم وتستطيع بذلك أن تشفى صغارها عندما تلدغهم الحية وعندما تدرك البجعة أن صغارها مهددة بالموت بسبب لدغة الأفعى تسارع هلعة للقيام بشىء يظهر حبها اللامحدود... فماذا تفعل؟ إنها تقف فوق صغارها الضعفاء، وتنقر على جنبها حتى يبدأ الدم بالنزف من الجرح الذى أدمت به نفسها فتسقط قطرات الدم من الأم إلى أفواه صغارها وحالما يتلقون الدم المحتوى على الترياق المضاد للسم، يحيون وينجون شاكرين الأم التى أنجبتهم فيما مضى وولدتهم الآن من جديد.
قد تكون هذه إعادة لقصة وقعت منذ زمن بعيد... هناك في جنة عدن... لدغت أفعى شريرة الإنسان وسمّمته... سمّها لم يكن مادياً بل معنوياً.. إنه سم الخطيئة... به متنا بالروح قبل أن نموت بالجسد.. نحن الموتى كنّا (ومازلنا) نحتاج إلى ترياق ينقذنا من هذا السم.. إنه الصليب.. فكما أن البجعة، بدافع حبها الكبير لأولادها، ضربت جنبها طواعية هكذا فعل المسيح.
"متبررين مجاناً بنعمته بالفداء الذى بيسوع المسيح... بالإيمان بدمه" ( رو42:3)