[sama smsma]

باي باي أناستاسيا _ غريغوريوس النزينزي




من كلمة إستعفاء القديس غريغوريوس اللاهوتي


من كرسي القسطنطينية


وأخيراً أيها الرعاة الأخوة الأحباء،
إن كان لي حق في المكافأة على أتعابي فكافئوني مشكورين جداً بإعفائي وإراحتي من تعبي الطويل. أجلوا هذه الشيبة. اكرموا غربتي ورحيلي.
نصبوا غيري في مكاني.
نصبوا من عنده الاستعداد للاضطهاد من أجلكم، ويداه طاهرتان وكلامه متزن ...
رجوتكم أسدوا إليَّ رحمة،
إكراماً للثالوث الأقدس ذاته الذي أكرمه أنا وتكرمونه أنتم،
لأجل رجائنا العام، ولأجل اتحاد هذا الشعب.
أطلقوني بالصلوات ...
وإذا قلتم : فمن تختار مكانك؟
أقول : أن الله يرى كبشاً للمحرقة (تك 22)
ان الله يرى راعياً للرعاية كما رأى كبشاً للمحرقة عند ابراهيم.


على أني أرجو رجاءً واحداً وهو أن يكون المختار الجديد من أصحاب روح الرسالة والغيرة،
لا من المذعنين لكل واحد في كل شيء، بل من العارفين في كل الأحوال لماذا أقيم لأجل الخير الأعظم.


فالوداع الوداع يا أنستاسيا[1] يا من استمدت اسمها من الأرثوذكسية، لأنك صرت مركزاً للتعليم الذي كان مزدرى ..
الوداع أيها العرش والسدة الأسقفية العالية!
يا علواً محسوداً، ولا يخلو من الخطر ...
لأن المبتعدين عن الكراسي لهم الله وما يعد به من عروش عالية،
وأعلى بكثير من عروش العالم، وأسلم من الخطر.
الوداع أيتها الملائكة، يا حافظي هذه الكنيسة ...



أيها الثالوث يا غاية قصدي ونيّتي وزينتي!
فليحفظك شعبي هذا في قلبه ايماناً وعقيدة ومودة،
ولتحفظه أنت أيها الثالوث القدوس لأنه خاصتي"

[1] أنستاسيا (القيامة) هي الكنيسة الصغيرة التي بدأ فيها القديس غريغوريوس خدمته وتعليمه في القسطنطينية، إذ كانت أغلب الكنائس تحت سيطرة الأريوسيين، ولكن بعد خدمة استمرت نحو عامين تحولت الكنائس إلى الإيمان الأرثوذكسي.