
13 - 03 - 2015, 08:10 AM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
فائدة الهراطقة _ أغسطينوس
فائدة الهراطقة
القديس أغسطينوس
أولئك الناس الذين يتحدونا من خلال سوء عرضهم للآيات، يأتوا بنا إلى هذا الدرس. هم في الواقع يأتوا بنا إلى هنا، أي إلى معرفة الأسرار، وذلك إذا كنا فقط نعيش حياة فاضلة، وإيماننا ثابت في المسيح، ولا نرغب في الطيران من العش قبل الوقت.
لذا، أيها المسيحيين الأعزاء، لاحظوا فائدة الهراطقة، بالطبع أقصد "فائدة" بمعنى: أن الله يخرج فائدة حسنة حتى من الناس الأردياء. لكن هم أنفسهم يجازون طبقاً لما كانت عليه نواياهم، وليس بحسب الخير الذي ينجزه الله من خلالهم.
لنأخذ مثال يهوذا: أي مقدار من الخير أنجزه الله من خلاله! إذ بواسطة آلام الرب تم خلاص كل البشرية. فلتتميم آلام المسيح، خانه يهوذا. وهكذا الله، يُحرِّر الأمم من خلال آلام إبنه، وفي نفس الوقت يعاقب يهوذا على جريمته.
الآن، بالنسبة للأسرار المخفية بداخل هذه الآيات، لا أحد من أولئك المكتفين بإيمان بسيط سينقب فيها، وبالتالي لن يكتشفها أحد - لأنه لم ينقب فيها أحد - إن لم يكن ذلك نتيجة لإثارة وهياج المعترضين المخادعين.
فعندما يصدر الهراطقة تهمهم الباطلة، ينزعج الصغار بدرجة كبيرة، وعندما ينزعجون يبحثون، وبحثهم يكون مثل ضرب رؤوسهم عند أثداء أمهم، حتى ما تعطي الأم (الكنيسة) مقدار من اللبن كاف لإطعام صغارها.
إذن، هم يبحثون نتيجة لإنزعاجهم، أما أولئك الذين يعرفون وقد تعلموا هذه الأمور لكونهم درسوها - ولكون الله إستجاب لهم وفتح نتيجة قرعهم – من جانبهم يفتحون لأولئك المنزعجين.
وهكذا يحدث أنه بينما يزاول أولئك الهراطقة سفسطتهم (مغالطتهم) بغرض تضليل الآخرين وإغوائهم على الخطأ، هم في الواقع يظهرون أنفسهم ذو فائدة لأجل إكتشاف الحق. لأن البحث عن الحق كان سيجرى بأقل حماسة، لو لم يكن أمامهم هؤلاء الخصوم.
والكتاب المقدس يقول أنه يجب أن تكون هناك هرطقات:
"لأنه لا بُدَّ أن يكون بينكم بدع أيضاً ليكون المزكَّون ظاهرين بينكم" (1 كو 11: 19).
|