أحزان ليلة ممطرةالسقف ينزف فوق رأسي
وأنا غريق بين أحزاني تطاردني الشوارع للأزقة .. للحفر !
وفي العينين نامت كل أشباح السهر
والثوب يفضحني وحول يدي قيد لست أذكر عمرهُ
لا شيء في بيتي سوى صمت الليالي
وهناك في الركن البعيد لفافة
تعويذة من قلب أمي لم يباركها القدر
دعواتها كانت بطول العمر والزمن العنيد المنتصر
أنا ماحزنت على سنين العمر طال العمر عندي .. أم قصر
لكن أحزاني على الوطن الجريح
وصرخة الحلم البريء المنكسر
أدمنت الشواطيء والمنافي والسفر
كم كنت أبني كل يوم ألف قصر
كم كنت ألقي فوق موج الريح أجنحتي
منذ انشطرت على جدار الحزن
ضاع القلب مني .. وانشطر ..
ورأيت أشلائي دموعا في عيون الشمس
وحدائقي الخضراء ما عادت تغني
وصوتي كان في يوم عنيدا وانكسر
فلتنظري صوري فإن الأمس أحيانا
يحتويني الهم .. يخنقني الضجر
في قدمي ... تحاصرني .... وتعبث في عيوني
كلما الجلاد في سفه .. أمر
اني أخاف على ثيابك من ثيابي
.. عطراً ... دندنات من وتر
لا تخجلي إن كان عندك بعض أصحاب
وجئت بثوبي العاري ببابك انتظر
ووحشة الغرباء في ليل المطر
وأريد صدراً لا يساومني على عمري
اني سأرحل عندما يأتي قطار قطار الليل
لا تلومي الحظ إن يوماً غدر
فأنا وحيد في في ليالي البرد
فاتركيني الآن في عينيك أغفو
إن خلف الباب أحزان وعمر ينتحر
كل العصافير الجميلة أعدموها
إن الزمان الراكع المهزوم لن يبقى
فغداً تصيح الأرض .. فالطوفان آت
والبراكين التي سجنت أراها تنفجر..
والصبح هذا الزائر المنفي من وطني
يطل الآن .. يجري .. ينتشر ..
وغداً أحبك مثلما يوم حلمت ...